رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


طقطقة بخاري

فكرة الخروج عن الإطار العام في التفكير والنقد ليست محمودة العواقب دائما، فالحال التي أنطقت الفيلسوف الروماني برونو ليخاطب الجمع قبل أن يحرق بالنار قائلا: "لعل خوفكم من إصدار الحكم علي أشد من خوفي أنا عند استقباله"، حين كان يصارع ظلاما لا نور فيه وباختلاف الحال تنتفي صفة المقاربة بين ما قام به وبين من كان بمقدوره العمل على تصحيح مساره وتقويم الخطأ؛ كونه داخل دائرة المسؤولية واتخاذ القرار، فيجب أن يسأل لماذا الصمت الطويل إلى ما قبل نهاية فترة عمل الاتحاد المنتخب؟ فإن كان هذا التوجس حادثا جديدا فلا بد من تبيان مصدر سبب الخوف الحاصل لدى الدكتور صاحب التغريدة، فالفضاء الرحب في قاعة المحاضرة ليس كما هو في الإعلام، ومخاطبة الجماهير تستوجب وتقتضي مراعاة حال وأحوال من يتم توجيه الخطاب إليه؛ ومن أهمه القلق... بحث عن زوال مسبباته كيف لا وهو المؤتمن ومن تم ترشيحه ثقة وكفاءة بقدراته، هذا جانب من تبعات بركان بخاري الذي ما زالت هزاته وحممه تتطاير من هنا وهناك، أما الجانب الآخر فلماذا هاج الجميع بها وباتت كرة نار يقذفونها فيما بينهم وكأنها مفتاح البراءة للبعض ودليل إدانة البعض الآخر فيما هم يتابعون كل ساعة الحديث عن حوادث وقصص يرون أنها كانت دفعا رباعيا وثلاثيا مختلف العدد والعدة لهذا النادي أو ذاك وبأن العدالة ليست هي أداة البطولة الوحيدة ولا مسارها الأساس الموصل إليها؟ فلا بد من وجود رئيس قوي يسانده إعلام مؤثر وأعضاء شرف "تحت الطلب"؛ هذا ما نسمعه في جل الأحاديث والنقاش بين أبناء الوسط الرياضي ويتردد صداه بين الصغار والكبار حتى وصل الحال لتدشين مرحلة "الطقطقة"، وهذه باب آخر يصور الجانب الخفي من الصراع بين إعلاميي الأندية وأركانها الجماهيرية الكبيرة حتى وصل الأمر لجمعهم في مجلس رياضي واحد يتحدثون به ويتناقشون في سجال تشكيكي ينتهي الحال بمن يسمعه إلى إيجاد تصور بأن الرياضة عندنا لا تسير وفق النظام المثالي ولا وفق مشروع العدالة المحتمل؛ فمن شراء لضربات الجزاء وذمم اللاعبين حسب ما يذكره البعض ويرددونه، فلماذا الغضب من طقطقة بخاري؟ بل إنه بعد السوبر الأخير تم التشكيك بأحدهم بأنه تعمد إضاعة ضربة الجزاء!
سوق شواهد التراشق الإعلامي في هذا الجانب ومدى التشكيك وإصرار من يستحضرها على يقين الصدق تجعل من الحديث عن إطار عام للحقوق والمسؤوليات في الوسط الرياضي أمرا ملحا وضرورة يجب القيام بها بعد أن يقدم عضو الاتحاد السعودي البينة على ما ذكر أو ينال عقوبة التهييج دون دليل.
وحين نسأل لماذا وكيف وصلنا لهذه المرحلة من الشك والريبة ووجود من يصدق هذه الروايات ويتناقلها ويؤكد على حقيقة العبث والعمل للمصالح الشخصية؟ فأحد هذه الأسباب تجاهل العقوبة الصارمة تجاه بعض القضايا وعدم إغلاق كل الملفات وكذلك الانفلات في مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل نظرة سريعة تؤكد هذا النهج حتى باتت عقيدة يتناقلها الجميع، والكل يريد أن يجد من يسانده ويسير القضية لصالحه، فهم لا ينكرونها إلا حين تكون لصالحهم ويؤكدونها حين تصبح لصالح الفريق الآخر، فمتى تم إغلاق كل الملفات وفرض رقابة على ما يقال من خلال هذه الوسائل ستعود عجلة الرياضة للدوران من جديد باتجاهها الصحيح ونردد معها "الله.. الله يا منتخبنا إن شاء الله تحقق أملنا، باسم الوطن ألعب بفن... والله الله يا منتخبنا"

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي