رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الاحتراق النفسي «2»

الاكتئاب يلازمه فقدان الثقة بالنفس واحتقار الذات، على عكس الاحتراق النفسي، الذي لا يغير في الغالب من صورة الذات في الذهن بل يلقي المريض باللوم على محيطه والحالة الاقتصادية والاجتماعية العامة!
ووجدت شافنر من خلال بحثها أن الإجهاد النفسي ملازم للبشر على مر العصور وبيئة العمل الحديثة زادته سوءا فقط ، عقولنا لم تعد تتحمل الضغوط والعمل المتواصل ليل نهار دون انقطاع ونسيان فترات الراحة للفوز بالحرب والانتصار على الذات والاستقلالية الزائدة زادت من مهامنا استنزفتنا فلم يعد هناك حد لأوقات العمل، حتى وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني التي يفترض أن توفر طاقتنا ونهرب إليها للخروج من حالة الملل والوهن أصبحت ترهقنا ذهنيا وتزيد من توترنا!
أما في العصور الوسطى فكان الاحتراق النفسي يعزى إلى ضعف الإيمان أو شيطان الظهيرة، وفي القرن الـ 19 إلى تعليم المرأة، وفي السبعينيات من القرن الماضي إلى صعود الرأسمالية التي تستغل موظفيها بلا رحمة. كانوا يهربون منه بتضييع الوقت في الثرثرة مثلما نفعل اليوم حين نهرب لوسائل التواصل الاجتماعي!
واحتار العلماء في أسبابه الحقيقية هل مصدرها العقل أم البدن أم كليهما؟
وهل هي ناتجة عن المجتمع أم بسبب سلوكياتنا نحن في الحياة؟
والحقيقة أن هناك ارتباطا قويا بين مشاعرنا ومعتقداتنا ووظائف الجسد، فعندما تعاني مشكلة عاطفية تجد آلاما مختلفة في جسدك تصل إلى حد الشلل والعمى أحيانا، ما تشعر به من أعراض ليس وهما فعقلك وجسدك وبيئتك المحيطة كيان واحد يؤثر كل منهما في الآخر أنه يشبه ارتفاع درجة حرارتك عندما تصاب بالتهاب.
وكي تخرج مما أنت فيه عليك أن تعلم أن علاجك من حالة الإنهاك النفسي يعتمد عليك أنت فكل حالة تعالج على حدة وما يناسبك قد يفاقم الحالة لدى غيرك، قديما كانوا ينصحون من يعاني الإجهاد بالراحة التامة التي قد تصيب المريض بالملل وتكون سببا في زيادة معاناته!
بعدها تأتي أهم خطوات العلاج وهي أن تتعلم كيف تفصل بين العمل وأوقات الراحة، لئلا يطغى أحدهما على الآخر! شافنر مثلا خرجت من حالة الإنهاك التي عانتها بالبحث والكتابة في مجال الإنهاك النفسي ذاته! الذي منحها الهمة والنشاط والراحة معا حين علمت أن الكثير من الناس مروا بتجارب مشابهة في مختلف العصور!
تقول: "حين يعلم المرء أنه ليس وحده الذي ينتابه هذا الشعور، وأن الكثيرين غيره قد مروا بالتجربة ذاتها، رغم اختلاف الظروف، سيشعر بالطمأنينة وتهدأ مخاوفه".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي