آراء في التوتر والغضب

يرى علماء الاجتماع أن المجتمعات تحتاج إلى أكثر من 30 سنة لتبني تغيير معين في الفكر أو السلوك، وهذا أمر نشاهد استحالته ونحن نرى أن أطفالنا أكثر معرفة منا في الإنترنت والتواصل الاجتماعي وحتى الاستخدامات التقنية لكل الخدمات والسلع المتوافرة في كل مكان.
علماء النفس هم الآخرون في حالة من الدهشة التي يتبعها كم كبير من الشكر على ما أنعم الله به عليهم، فهم اليوم أكثر العاملين في مجال الخدمات جاذبية بعد أن كان الدخول إلى مكاتبهم أو عياداتهم خطيئة أو مسبة.يرى الناس اليوم مكتب الطبيب النفسي ضرورة للتعامل مع ضغوط الحياة، ومعها كسب الأطباء النفسيون الكثير رغم أنهم غير قادرين على تقديم حلول تشفي ظمأ المراجعين.
يعيش الطب النفسي أفضل أوقاته، فالكثير يعتمدون على الطبيب النفسي في التعامل مع صعوبات التأقلم والعصبية والنوم وغيرها من صعوبات العصر المتوتر الحالي، بل إن البعض يرون في الذهاب إلى الطبيب النفسي دعما للمكانة الاجتماعية.
الخطباء ورجال الدين يرون أن البعد عن الأصول الشرعية وعن الله وعبادته وطاعته سبب مهم في هذه الأزمات، لكنهم يغفلون أحيانا أن هناك كثيرين ممن كيفوا الدين بطريقة معينة وجعلوا علاقتهم به تنطلق من مراسم وأعمال محددة وتركوا الأصول المرعية التي كان عليها الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم _ وصحبه، وهو أمر نفتقده في الغالب، وما يجعل قدرة هؤلاء في تفسير الكثير من الانحرافات خاطئة وهذا شأن تغطيه قضية التنازل عن كل ما هو محسوس ومادي إلى ما يرضي المولى جلت قدرته، وهذا مفقود والوصول إليه سيؤدي بلا شك إلى نهاية كل الأزمات والتوتر الشخصي والمجتمعي.
أصدقكم أنني أرى أن الارتباط بالدين وتتبع توجيهاته في كل ما نعمل ونفكر ونتعامل به مع الآخرين هو الحل الحقيقي الذي يجب أن نتبناه.
المقصود هنا هو فقه المعاملات الذي يهمله أغلبنا ويركز في حياته على العبادات التي إن جردت من روحها وأصولها الحقيقية لا يمكن أن تتحول إلى حالة من التعامل الذي جسده أجدادنا الذين نشروا بحبهم دين الله في أغلب دول العالم الإسلامي، وهو ما يبقي كثيرين من الناس متعلقين بهذا الدين ويجذب المزيد إن نحن مثلناه بالطريقة الصحيحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي