85 % من الأضاحي يستقبلها ميناء جدة .. ومرحلتان للكشف عليها
فيما يقترب موسم ذبح الأضاحي للحجاج والمواطنين على حدٍ سواء، أعلنت الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة مكة المكرمة عن جاهزيتها للموسم الحالي عبر نشر فرق الوزارة على المنافذ البرية والبحرية لمنطقة مكة المكرمة، لفحص المواشي الحية ومنحها التصريح قبل دخولها المنطقة للتأكد من خلوها من الأمراض الوبائية ومنع انتقالها للحجيج؛ إنفاذاً للأوامر والتعليمات المتعلقة بمنع دخول الإبل أو أي مواشي حية مريضة، كما تقوم تلك الفرق أيضا بمراقبة تطبيق نظام الرفق بالحيوان عند نقل المواشي عبر وسائل التنقل.
وأكد لـ "الاقتصادية" مصدر مطلع في الوزارة أن 85 في المائة من الأغنام المخصصة للأضاحي تصل عبر ميناء جدة الإسلامي، قادمة من السودان والصومال وجيبوتي وسورية، مؤكدا أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تقوم بمجهودات كبيرة منذ بداية الموسم للحيلولة دون دخول الإبل والحيوانات المريضة أو المصابة للأراضي المقدسة بالتعاون مع الجهات الأمنية، حيث تمر المواشي التي تدخل لمكة المكرمة بمرحلتين من المراقبة والتفتيش البيطري. وقد تم تجنيد نحو 140 إداريا وطبيبا للعمل خلال فترة الحج.
وأوضح المصدر أن مرحلتي الكشف على المواشي خلال موسم الحج عادة تبدأ فور وصولها إلى ميناء جدة الإسلامي أو مطار الملك عبدالعزيز الدولي، إذ تم تجنيد فريق عمل متكامل في المنفذين يعملون على مدار الـ24 ساعة يتكون من نحو 38 مهندسا وبيطريا، أما المرحلة الثانية من المراقبة فتتم عبر الفرق الميدانية في الحج، وتم تكليف 90 موظفا للعمل في ست نقاط ميدانية مزودة ببيطريين للكشف على المواشي. كما تم تخصيص فرق بيطرية موجودة على مدار 24 ساعة.
من جانبه، نفى فهد السلمي، عضو مجلس إدارة غرفة جدة والمستثمر في قطاع المواشي، وجود غلاء في أسعار الأغنام واللحوم الحية قبل عيد الأضحى المبارك وموسم الحج، مشيراً إلى أن الأسعار الموجودة في الأسواق حالياً تعد أقل من العام الماضي بنحو 15 في المائة، وذلك بسبب فتح الباب بشكل واسع أمام الاستيراد من أغلب دول العالم، ما أسهم في انخفاض الأسعار للتاجر والمستهلك على حد سواء.
وأوضح أن تنويع مصادر الاستيراد لعب دوراً كبيراً في استقرار السوق، إذ يمثل حجم المواشي المستوردة أكثر من 70 في المائة من استهلاك السعودية، حيث بدأت الثقة تعود إلى الناس في لحوم الإبل، وتزايد الطلب عليها بشكل ملحوظ في الفترة الماضية خصوصا على الحاشي الصغير، لافتا إلى أن السعودية تعد أكبر مستهلك للحوم الحية، باستهلاك سنوي يصل إلى ثمانية ملايين رأس، في حين لا يشكل المنتج المحلي أكثر من 30 في المائة، في ظل استضافة المملكة ما يقارب تسعة ملايين حاج ومعتمر وزائر كل عام.
وتوقع السلمي بقاء الأسعار عند معدلها الحالي خلال عيد الأضحى المبارك، مشدداً على أنه ليس من مصلحة أحد التلاعب في الأسعار، إذ إن عملية البيع تخضع للعرض والطلب، في ظل الوفرة الكبيرة التي تشهدها الأسواق مع دخول موسم الحج، موضحاً أن إجمالي ما وصل إلى منطقة مكة منذ منتصف شهر رمضان حتى أمس الأول تجاوز ثلاثة ملايين رأس عبر ميناء جدة الإسلامي.
وثمن عضو مجلس إدارة غرفة جدة حرص الدولة على مراعاة الجودة من خلال وضع معايير دقيقة للصحة والبيئة، مثنيا على توجيهات الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بتذليل كل الصعاب أمام المستثمرين، الأمر الذي أسهم في نمو عديد من المشاريع العملاقة لتحقيق الأمن الغذائي بمنطقة مكة المكرمة، إضافة إلى القرارات الأخيرة التي أصدرها الدكتور المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة المتعقة باستمرار فتح باب الاستيراد من الدول الآمنة، التي لا توجد أي ملاحظات عليها، ما أسهم في تنوع مصادر اللحوم الحية وزيادة المعروض في الأسواق.
ودعا السلمي وزارة الزراعة إلى مواصلة دعمها لمستوردي اللحوم الحية أسوة بما يحدث في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، والتصدي لعدد من التحديات التي تواجه المستثمرين وتعوق تطوير القطاع الذي تزيد استثماراته السنوية عن 11 مليار ريال، وقال: نأمل أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الدعم لمساعدة المستثمرين في هذا القطاع على توفير اللحوم الحية بأسعار معقولة، من خلال دعم مصانع الأعلاف والأدوية البيطرية ومعالجة المواشي في المحاجر البيطرية الرسمية مجاناً.
من ناحيته، لفت ناصر العتيبي، أحد العاملين في سوق الأغنام بجدة، إلى أن الانخفاض الحالي في الأسعار يعود بالدرجة الأولى لانخفاض الطلب بشكل كبير خلال الأيام الحالية، متوقعاً أن تسهم زيادة الطلب على الأغنام خلال الفترة المقبلة من قبل المواطنين والحجاج وكذلك المطابخ والشركات المتخصصة في إعاشة الحجيج في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن ما يحكم السوق هو العرض والطلب وليس كما يدعي البعض أن أسعار الأعلاف السبب المحرك لاتجاه الأسعار، لافتاً إلى أن أسعار السوداني عادة ما تبدأ من 500 ريال الى 1000 ريال، فيما تبدأ أسعار الحري من 900 إلى 2000 ريال، أما النعيمي فيبدأ من 1200 إلى 2000 ريال.