نخاسة العصر الجديد
ضحك الناس وهم يشاهدون منظرا لبيع الرقيق في "سيلفي" رمضان الفائت, نتائج السبي التي كان يعرضها كبير القوم كانت محل سخرية الجميع، غير متوقعين أنها تتجاوز المزحة ثقيلة الدم, فقد أثبتت الأيام أن "داعش" تفعل ذلك بنساء المسلمين في بلاد الشام والعراق. إذا فالمقام ليس للسخرية بقدر ما هو للألم على ما حل بهؤلاء المستضعفين الذين وقعوا ضحايا كماشة قرارات إجرامية أنتجت هذا الداعش الخبيث.
أظهرت الأيام كثيرا من الشواهد التي كان بعضنا يعتقد أنها أصبحت من الماضي غير القابل للعودة, فعندما كتبت شابة عراقية قصتها وأصبحت تلك القصة من أكثر الكتب مبيعا في الغرب, ظننا أنها عميلة للمخابرات الغربية التي تحاول أن تسيء لنا لأنها تربط "داعش" بنا, رغم أننا أكبر المتضررين.
ثبت للجميع أن "داعش" تقوم فعلا بسبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة, معتمدة على قواعد الحرب التي عفا عليها الزمن, وهم الذين يعتمدون ما يشاءون من القوانين ويتغافلون عما لا يعجبهم ليكونوا بذلك على قمة النفاق في التحريم والتحليل وأكبر من يتلاعب بالدم المسلم, فهم يدعون لقتل المسلمين رغم أن التحريم للدماء واضح وواجب في كل مراجع الشريعة الإسلامية.
الفئة التي ضلت طريقها فأصبحت ضحية المزاعم الكاذبة, ثم وعود الجنة الأكثر سذاجة وبؤسا, ثم ضحايا اللا عودة بعد أن أصبحت هوياتهم تحت سمع وبصر مسؤولي الأمن في بلادهم, وكبار الزنادقة في الجماعة, ثم تحت حكم مخدر الشهوانية البشرية التي تسيطر على تعاملهم مع العالم الخارجي. أصبح أعضاؤها يبحثون عمن يضلون من المسلمين الغافلين المخدوعين, ليسلبوا الشباب عقلانيتهم باستخدام أحدث وسائل التقنية.
تأتي في نهاية المطاف محاولة استدراج كل من يمكن استدراجه من الشباب لحلقة الموت التي صنعوها بأيديهم بعد أن يئسوا من العودة, فراحوا يجذبون إلى طريقهم الفاسد كل من يمكن أن يجذبوه بدءا بأقرب أقاربهم, وهذا ديدن الفاسدين الذين يتمنون أن يكون العالم كله مثلهم وعلى مفسدتهم نفسها أو أكبر.
هنا نعرف باع هذه المجموعة الفاشلة التي تحاول أن تنهي حياة أبنائنا بدفعهم نحو شرك داعش الموت والخراب لينتهوا إلى الجحيم, وهنا تذكرت هذه الفئة المجرمة وأنا أشاهد صورا عرضت فيها السبايا ... أحدثكم عنها في الغد.