رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الملك مع أبنائه في الصفوف الأمامية

بالأمس أصدر خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ أمرا ملكيا بصرف راتب شهر للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي "عاصفة الحزم، وإعادة الأمل" من منسوبي وزارات "الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني". يأتي هذه الأمر الملكي في وقت تشهد فيه العمليات العسكرية تزايدا محموما بعد أن تعنت الانقلابيون في اليمن ورفضوا كل فرص الحوار والتعاون التي قدمتها لهم الشرعية في اليمن تحت رعاية كاملة من دول مجلس التعاون والأمم المتحدة، ولهذا فإن المشاركين من العسكريين السعوديين في عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» يستشعرون الأهمية البالغة لما يقومون به من مهام، وإنها لحماية أرض الحرمين الشريفين وأمن حدودها من عبث العابثين وطمع المعتدين، كما أن عمليات «إعادة الأمل» ـــ وكما هو اسمها ـــ تأتي في مسارها الصحيح لرفع الظلم عن المظلومين، وإغاثة الملهوفين والمحاصرين والضعفاء من الأشقاء في اليمن، وإنقاذ اليمن من عبث العابثين الذين لا يرعون في مسلم إلا ولا ذمة. وهؤلاء النخبة من أبنائنا المشاركين في الصفوف الأمامية، يعملون ليلا ونهارا، ويجاهدون في الله حق جهاده، ما ملوا ولا كلوا، بل هم على أعدائهم ظاهرين، وكم حاول أعداء الوطن العبث بالحدود والتسلل من خلالها لبث الرعب في صفوف المدنيين الأبرياء إلا أن يد الأبطال من أبناء المملكة كانت لهم بالمرصاد، فأعينهم تراقب ليلا ونهارا، وأيديهم لم ترفع عن السلاح، ولن ترفع ـــ بإذن الله ـــ إلا بأمر الملك الذي أمر الله بإطاعته وأعطي البيعة من أبناء هذه الوطن من الصغير قبل الكبير في هذه الوطن المحب للسلام والخير للناس أجمعين وبها وصى النبي الكريم.
يأتي الأمر الملكي في ظل هذه الصورة البهية من التلاحم بين الصفوف في هذا الوطن، وتأكيدا على أن القيادة تقدر كل المخلصين من أبناء هذه البلاد في شتى المواقع والمهام فمنهم من يقف على الحدود يدافع عنها، ومنهم من يستقبل الحجاج في أرض الحرمين الشريفين ومنهم من يضمن سلامة الناس وأمنهم، ومنهم من يستقبل المهجرين ظلما من بلادهم، ومن يداوي جرحاهم إلى غير ذلك من مهام، فالأمر الملكي تعبير واضح عن اهتمام الملك الكبير بالجميع وخاصة بأبنائه على الحد الجنوبي، وأنه يستشعر كل الجهود التي يبذلونها، وهو معهم بتفكيره وتدبيره، يعالج الأمر سياسيا إذا لزم وعسكريا إذا تحتم ذلك.
وإذا كان الأمر الملكي قد اختص المشاركين فعليا في عمليتي "عاصفة الحزم، وإعادة الأمل" لأنهم يبذلون جهودا كبيرة في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، فليس تقليلا من جهود غيرهم، فالملك ــــ رعاه الله ــــ يدرك ما يبذله الآخرون من منسوبي القطاعات العسكرية والأمنية من العسكريين والمدنيين، وسبق أن تم منحهم راتب شهر، تقديرا لجهودهم وأهمية أعمالهم. لكن من المهم معرفة أن التحفيز في علم الإدارة يقتضي توجيهه بحسب الأهداف المرجوة منه، فقد خصص الأمر الملكي الذي صدر بالأمس العسكريين المشاركين فعليا فقط لأن الملك ـــ رعاه الله ـــ يدرك ما يقومون به من أعمال مع بعدهم عن أسرهم وصبرهم على مشاق وصعوبة تضاريس المكان، فكان توجيه التحفيز لهم لتصلهم رسالة الملك أنه معهم يشاركهم، ويستشعر الجهد الذي يبذلونه على نحو خاص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي