رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إمام جديد

يتمتع إمام مسجدنا هذه الأيام بإجازته السنوية في كنف الطبيعة الجميلة والأمطار الغزيرة, وهي إجازة مستحقة فهو محافظ على الوجود طول العام ويبذل جهودا موفقة في خدمة الجامع وكل من يؤمه من الجيران وغيرهم. ما يدفعني للحديث عن الإمام هو التغيير الذي نعيشه عندما يغادر الإمام ويوكل أمور الجامع لغيره.
يأتي الشباب القادمون من الجامعات بحماس كبير, فتكون إمامتهم أشبه بصلاة الصحابة. يطيل الواحد الصلاة وهو يرى خلفه كبار السن والمرضى وهو أمر نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. عندما أكد أن للمرء أن يطيل قدر ما يشاء إذا صلى وحده أما عندما يصلي بالناس فليراع ظروف من خلفه.
الأمر الآخر في التجارب الجديدة هو فقدان بعض الشباب روح الانفتاح على الآخر وهروب بعضهم من تكوين علاقات ودية مع المصلين, رغم محاولات بعض المصلين. الحقيقة أن هذا العيب منتشر في أغلبنا مع التطور الحاصل الذي يجعل الجميع متباعدين لأسباب كثيرة.
التباعد الاجتماعي الذي نشهده في مجتمعات اليوم يستدعي أن يكون هناك من يلغيه من علية القوم ومن ينظر إليهم الناس كأئمة المساجد والمربين وغيرهم من القدوات, وعندما يفقد الإمام هذه الميزة فهو يتحول إلى عائق للتواصل ومشارك في تعميق التباعد.
هناك كثير من الوسائل التي تتاح للإمام وتعينه على تجميع أهل الحي ليكونوا أكثر حميمية وتعلقا بحيهم ومن يسكنه. أهمها قدرته على اختراق حواجز الصمت والخجل في تعليقاته السريعة التي تتبع الصلاة خصوصا العصر. يمكن أن يستغل الإمام كذلك المناسبات السعيدة وغيرها في تجميع الجيران ودعم تواصلهم.
بعض الأئمة المؤقتين يأتي بأفكار مختلفة عن السائد وتعابير قد تكون صحيحة, ولكن الناس لم يتعودوا عليها وهذا يوجد حالات التحفظ حتى ممن لديهم العلم بصحة ما يفعل أو يقول بحكم تعود الناس وما يعرفونه من أساسيات الدين.
من ذلك أن إمامنا وقف في صلاة الجمعة وبدأ خطبته بقوله أما بعد فإن عاقبة من يخالف كذا أن يحصل له كذا. نظر الناس إلى بعضهم فقد تعودوا أن يستهل الخطيب خطبته بحمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. ما فعله أمر مستجد لا أدري من أين أتى به الشاب الذي خطب الجمعة ثم لم نشاهده بعدها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي