بدار نشر «قوية ومؤثرة» .. هيئة الثقافة على خطى التحول الوطني

بدار نشر «قوية ومؤثرة» .. هيئة الثقافة على خطى التحول الوطني
الدكتور عادل الطريفي وزير الاعلام والثقافة متحدثا للصحافيين على هامش فعاليات سوق عكاظ.
بدار نشر «قوية ومؤثرة» .. هيئة الثقافة على خطى التحول الوطني
غرض الدار تذليل كثير من الصعوبات التي تواجه المبدعين والمؤلفين الشباب.
بدار نشر «قوية ومؤثرة» .. هيئة الثقافة على خطى التحول الوطني
محمد السيف
بدار نشر «قوية ومؤثرة» .. هيئة الثقافة على خطى التحول الوطني
حمد القاضي
بدار نشر «قوية ومؤثرة» .. هيئة الثقافة على خطى التحول الوطني

أكد عدد من المثقفين أن قرار إنشاء دار نشر سعودية تابعة لهيئة الثقافة تتولى نشر أعمال الأندية الأدبية وإبداعات الشباب وتشارك في المعارض العربية، سيكون له بالغ القوة والأثر في نشر الثقافة والأدب والعلم، ونقل المشهد الثقافي السعودي إلى الخارج.

وشدد المثقفون خلال حديثهم لـ "الاقتصادية" على أهمية هذه الخطوة، مضيفين أنها "خطوة طال انتظارها، ستوسع انتشار الثقافة السعودية، وستوفر كثيراً من الصعوبات التي تواجه المبدعين والمؤلفين الشباب في وقت مناسب، يواكب خطط التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030".

النشر .. والتوزيع أيضا

#4#

البداية كانت للكاتب والأديب حمد القاضي أمين عام مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية، الذي عبر عن سعادته بقرار إنشاء دار نشر سعودية تتبع الهيئة العامة للثقافة، تُعنى وتهتم بالكتاب الشباب والمثقفين والأكاديميين والمبدعين، ونشر عطاءاتهم، وهو أحد المشاريع المنتظرة من الهيئة العامة للثقافة التي صدر الأمر بإنشائها أخيراً، والآن يتم المضي لإنجاز الحلم.

وثمّن القاضي القرار، كمشارك في الفعل الثقافي، وقال "إن هناك كثيرا من المثقفين والأكاديميين الذين يعانون أثناء نشر عطائهم الأدبي أو العلمي، لكن هذه الدار ستخفف من هذه المعاناة، وستنشر الثقافة والعلم، وستشارك في مجتمع المعرفة"، كاشفاً أنه "حينما كان عضواً في مجلس الشورى طالب بإنشاء دار سعودية للنشر والتوزيع، كدار النشر التي أعلن عنها أخيراً".

وحول رؤيته للدار، يأمل أن تكون دار نشر وتوزيع أيضاً، موضحاً "في المشهد الثقافي السعودي لدينا منجز ثقافي مميز وفريد، فبدلاً من أن يبقى الكتاب في المستودعات والمخازن، نريد أن يحضر منجزنا الثقافي إلى خارج بلادنا، فالمثقفون العرب يكررون دائماً أنهم لا يعرفون منجزنا الثقافي، كونه لا يصلهم".

#5#

وتمنى أمين عام مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية أن يتم التركيز على الكتب التي تُعنى بالطفل، والاهتمام بنشر الكتاب بشقيه الورقي والإلكتروني، فمن يحتاج إلى أيهما يجد سهولة في الحصول عليه والاستفادة منه.

ورداً على سؤال حول مجانية الكتب التي تصدرها الدار، أجاب بأن أي كتاب يأتي مجاناً لا يحظى بالاهتمام؛ لذا فليباع الكتاب بأسعار رمزية، كما أن على دار النشر طباعة الكتاب وتوزيعه بالشكل الذي يليق به محلياً وخارجياً، وإعطاء المؤلف مقابلاً لهذا الجهد.

دار نشر نسائية

ويبدو أن الحديث عن معاناة المؤلفين الشباب لا تتوقف عند نشر عطاءاتهم وإبداعاتهم فقط، بل عند الحصول على ترخيص إنشاء دور نشر، وهو ما حدث مع الكاتبة حنان القعود، التي انتظرت ستة أشهر حتى مُنحت تصريحاً لدار نشر نسائية.

#2#

فعلى هامش سوق عكاظ، وبالتزامن مع إعلان إنشاء دار نشر سعودية تتبع الهيئة العامة للثقافة، منح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي تصريحاً مباشراً للكاتبة حنان القعود، إذ قال في جلسة حوار شبابية، بحضور مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، "إنه يعطي القعود تصريحاً، بعد رحلة للبحث عن ترخيص استمرت ستة أشهر".

القعود، مؤسِسة مجموعة إيقاع الأدبية، قالت لـ "الاقتصادية"، "إنها لا تزال متفاجئة، كونها كانت قد بدأت تنسى أمر إنشاء الدار، لكنها سعيدة جداً بما حدث".

وترى أن الحديث عن التمنيات والرؤى والتوقعات مبكر، فالآن ستقوم باستخراج الترخيص ورقياً، لكن كونها دار نشر نسائية، فبالتأكيد هناك استراتيجيات مختلفة عن بقية الدور، ستعرف المسموح منها من خلال الجهات المسؤولة، كما أن هناك إجراءات الغرفة التجارية، ومقر الدار، لتحقيق الحلم.

وأملت القعود أن توفق في اختيار كتب تليق بالنشر وتترك بصمة في تاريخ الأدب والثقافة بشكل عام.وحول إعلان الدكتور الطريفي إنشاء دار نشر سعودية تتبع لهيئة الثقافة، أكدت أن هذه الخطوة ممتازة، متمنية أن يتم تنظيمها والعمل عليها بما يخدم الكاتب أدبياً وتسويقياً؛ لأن دور النشر التابعة للوزارة، بما في ذلك الأندية الأدبية، لا تقدم حتى الآن خدمة تسويقية جيدة للكاتب، وليس لها حضور قوي في معارض الكتاب أو نقاط البيع.

تجارب شبابية مريرة

بدورها، قالت الكاتبة السعودية نوف عبدالكريم "إن دار النشر المزمع إنشاؤها ستسهم في دعم الكُتّاب الشباب، فبعضهم يستحق أن تحتضنه دار نشر مؤهلة من جميع النواحي، وعلى الدار أن تكفل حقوقه الأدبية".

ولعبدالكريم تجربة مريرة مع دور النشر، فقد قالت في حديث مع "الاقتصادية"، "إن اختيارها دار نشر تتولى تسويق وتوزيع كتابها الأول لم يكن موفقاً، حيث كان من المفترض بها أن تسهم في التسويق له، كما هو المفروض؛ لكن للأسف كان لهم دور كبير في تكميم انتشاره ولم تجد منهم أي تعاون ولا رداً على تساؤلاتها، بل وجدت منهم التجاهل التام، وهو أمر مؤسف ما وصلت إليه حال دور النشر هذه الأيام، وهو أمر محبط لنا ككتّاب شباب"، على حد تعبيرها.

وتضيف "دائماً كُنت أتمنى أن تمتلك بعض الدور المصداقية التامة في تعاملاتها مع الكاتب من حيث العقود والاتفاقات، بعضهم يُكمم نشر الكتاب لأسباب في أنفسهم، وتسقط بعض الاتفاقات مع أن الكاتب دفع مبلغاً وقدره، ومع ذلك يُصاب بإحباطات، ويرغب أن يخرج من دار لأخرى، وذلك سيكلفه الكثير"، مؤكدة أن دار النشر يجب أن تسعى إلى كسب الكاتب دعمه، والأهم أن تسعى في نشر الثقافة الأدبية، وأن تسهم في التسويق للكاتب وكِتابه، وأن تكون الدار متعاونة معه وتُجيب جميع تساؤلاته، وأن تكون واعية بكل ما يصدر عنها من قول أو فعل".

ما يجب أن تتحلى به

من جهته، قال المهتم في الشأن الثقافي الإعلامي كمال الداية "إنه سعد كثيراً حينما زف الدكتور عادل الطريفي البشرى لجميع المثقفين والأكاديميين والمؤلفين السعوديين، فقرار إنشاء دار نشر سعودية تتبع هيئة الثقافة في هذه المرحلة أمر مهم جداً، خاصة في ظل رؤية 2030".

واعتبر أن ما قيل إن دار النشر ستكون ذات مركز مالي مستقل، ومجلس إدارة، خطوة جيدة، معرجاً على أهمية التوزيع والتسويق، وقال "إن الدار ستجعل إصدارات الأندية الأدبية والكتب لكافة مجالاتها تطوف الدول العربية، ما يدعم انتشارها".

وأوصى الداية بأن يشمل القرار النشر والتوزيع والطباعة، وكافة الخدمات التي يحتاج إليها الكتاب الجيد، وقال "إن نشر الكتاب بطبعة رديئة، وتصميم متواضع، وأخطاء لغوية هائلة، سيكسب الدار سمعة سيئة". متوقعاً في الصدد ذاته، أن نرى باكورة أعمال الدار خلال عامين من الآن.

كما أوصى بأن يكون لدى الدار مستشارون في النشر في كافة المجالات، وأكاديميون متخصصون، ليقيموا الأعمال ومدى ملاءمتها، مع إعطاء الأولوية للمؤلفين الشباب.

وقال "إن قرار إنشاء دار النشر يصب في مصلحة الشأن والواقع الثقافي للمملكة، وقد جاء في وقته المناسب، ليواكب الرؤية الجديدة لمملكتنا الغالية "رؤية 2030"، ومن هذا المنطلق، فإننا نبدي تفاؤلنا الكبير بهذه الخطوة".

خبرات القطاع الخاص

المهتمون بالمجال الثقافي والمبدعون من كافة المجالات عبروا عن ابتهاجهم بهذا القرار، فعلى موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وصف رئيس تحرير المجلة العربية والمشرف العام على مركز الملك فهد الثقافي محمد السيف هذا القرار بـ "الخطوة الموفقة"، فيما وصفها الكاتب خالد الباتلي بأنها "خطوة ستغير من معادلة النشر لدينا للأفضل..!".

#3#

وتمنى الباتلي لهذه الدار "أن تدار بخبرات القطاع الخاص بالنشر والتسويق لضمان المنافسة وتصدر مشهد النشر.. وأخيراً سيجد شبابنا من يتبناهم ويرعاهم!"، مضيفاً "ستكون هذه الدار عملاق نشر بإذن الله.. وسيجد الشباب فرصته لديها بيسر وسهولة.. وسيكون الشعار: تفرغ للإبداع، ودع النشر وفنونه علينا..!".

الأكثر قراءة