رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كفاية دلع

المتقاعدون الذين وصفهم الدكتور خليل كردي، عضو مجلس الشورى بـ "المدلعين"، أمضوا جل حياتهم في خدمة وطنهم برواتب زهيدة، ودون كلل ولا ملل، بل إن منهم من ضحى من أجل بلده وتقاعد بفعل "عذر طبي" بعد أن فقد أطرافه وهو يدافع عن تراب وطنه الطاهر حافظا أمنه واستقراره.
غالبية هؤلاء المدلعين ـــ على حد وصف كردي ـــ لم يعرفوا في يوم المركبات الفارهة، ولا السكن في قصور وفلل فاخرة، ولم ينعموا بالمصايف في دول أوروبية، ويبذخوا وينفقوا الأموال الضخمة؛ لأن أجسادهم لا تتحمل حرارة صيف المملكة.
هل يعلم "كردي" أن غالبية هؤلاء المدلعين وبعد أن ضعفت قواهم وتردت صحتهم ما زالوا يمارسون العمل بحثا عن لقمة عيش كريمة لأبنائهم وأسرهم، هل يعلم أن هؤلاء المدلعين منهم من انخرط في العمل الخاص كباعة خضار في الميادين والشوارع تحت أشعة شمس حارقة، ومنهم من يعمل سائق أجرة أو حارس أمن في شركات القطاع الخاص بعيدا عن المكاتب المكيفة ودون رفاهية كالتي ينعم بها كردي وزملاؤه في مجلس الشورى المحترمون.
في كل دول العالم هناك مطالب برفع مرتبات المتقاعدين ومنحهم مميزات نظير خدماتهم التي قدموها لبلادهم في المجالات كافة، ولم يخرج برلماني واحد ليصف متقاعدي بلده بالمدلعين، بل إنهم هم من يبدأ بالمطالبة بتحسين أوضاعهم ومنحهم المميزات التي يستحقونها.
لم نعد كمواطنين ننشد حلولا لمشكلاتنا أو تلمس احتياجاتنا من قبل أعضاء مجلس الشورى الموقر، فقد فقدنا الأمل فيهم منذ حين، ولم نعد ننشد منه أي شيء، ولكن لم نتوقع أن يصل الأمر بهم لأن يخرج أحدهم ليخاطبنا دون احترام ودون "لياقة أدبية"، وأن يصف المتقاعدين ومنهم آباء لنا وأمهات وإخوة كبار لهم مكانتهم في نفوسنا
بـ "المدلعين".
عموما.. وصف كردي ليس مقلقا لنا كمواطنين، ولا يمكن أن ننظر إليه كمنهج دولة، فهموم المواطن واحتياجاته ومنهم المتقاعدون يتلمسها "سلمان الحزم" وولي عهده وولي ولي عهده، وليس أعضاء مجلس الشورى، ومن هنا فالمواطن مطمئن على وضعه، وكله ثقة بأن مشكلاته وهمومه وحلها من أولويات القيادة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي