خطيب الحرم المكي: بعض الشاكين من السحر والعين يتحملون مسؤولية آلامهم

خطيب الحرم المكي: بعض الشاكين من السحر والعين يتحملون مسؤولية آلامهم
من خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس. «واس»

قال الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي إمام وخطيب المسجد الحرام إن من العجب أن بعض الناس يشتكي السحر والعين ومس الشياطين وتغير الأحوال في نفسه وأهله وبيته، والحقيقة أنه هو السبب في ذلك لأنه تلبس بالمعاصي والمنكرات في نفسه وبيته وأهله، وآذى الملائكة بأعماله فخرجوا من داره وابتعدوا عنه فتعكر صفو حياته، وخلا الجو للشياطين فهجمت عليه من كل ناحية واستحوذت عليه وأذاقته الآلام والأحزان والشقاء النفسي، وإن من الحقائق الثابتة أن وجود الملائكة يطرد الشياطين ويخزيهم، كما هرب الشيطان لما رأى الملائكة نازلة في معركة بدر الكبرى ونكص على عاقبيه. وبين في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، أن هذه الدنيا في حقيقتها سفر إلى الله، ومراحل تطوى إلى يوم القرار والمعاد، والسعيد الموفق هو الذي جعل الدنيا جسراً إلى الآخرة، ولم يتخذها وطناً وقراراً، بل هو فيها كأنه غريب أو عابر سبيل، أو كأنه نام تحت ظل شجرة ثم راح وتركها.
وأكد أن الله تعالى عظيم جليل، له في كل شيء آية تدل على أنه الواحد القهار القادر العظيم الذي أتقن كل شيء خلقه، وأبدع كل شيء صنعه، ولا تحيط بقدرته العجيبة العقول والأفهام، ولا تدرك عظمته خيالات النفوس والأوهام، وإن من أعظم العوالم والخلائق التي تتجلى فيها قدرة الرب سبحانه وعظمته عالم الملائكة الأخيار، المصطفين الأطهار، الذين هم أثر من آثار عظمة الله وجلاله وقدرته، ولذلك جعل سبحانه الإيمان بهم ومعرفتهم والتصديق بوجودهم وأعمالهم ركنا عظيما من أركان الإيمان التي لا يقبل الله من عبد صرفاً ولا عدلاً إذا لم يأت بها كلها. وفي المدينة المنورة, تحدث الشيخ عبدالباري الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي عن التنابز والتفاخر, مبينًا أن من السمات التي اتصف بها أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- التغافل والتغافر. وأشار إلى أن المتأمل لسيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- يجد أنها كانت بعيدة عن التكلف في الأقوال والأفعال والمعيشة. وقال إن الإسلام يرشد ويعلم أنه مهما عزت الأعمال وشرفت فإنه لا يستقيم الافتخار بها, موضحا أن الافتخار بالنفس وإظهار المكارم والجاه والحسب والنسب والتباهي بمدح الخصال والإعجاب بالنفس تعاظماً صفات مذمومة ونوع من الضعف. وبيّن أن الشهرة داءٌ يطلب ودها الراكبون خلف السراب ولو على حساب مخالفة الدين والأخلاق, فطالب الشهرة يعيش أسيراً لنظرات المعجبين.

الأكثر قراءة