رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


سوق عكاظ .. منارة ثقافية

جاءت فعاليات سوق عكاظ في دورتها العاشرة هذه المرة بحلة ثقافية باهرة وزاهية، لفتت أنظار الجميع محليا وخارجيا. وحقيقة تتضمن البرنامج لهذه الدورة ما يتطلع إليه جميع المهتمين بتنظيم مثل هذه المهرجانات الثقافية التراثية التاريخية، خاصة أنها تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ورعى المهرجان وافتتحه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، حيث تناول في كلمته الافتتاحية نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين وترحيبه بضيوف الحفل والمشاركين فيه والحضور من داخل المملكة وخارجها.
ولقد تجاوز مهرجان سوق عكاظ حدود الظاهرة الأدبية وأصبح منارة للشعر والثقافة والتقنية، ويتجلى ذلك في حرص الأمير خالد الفيصل على توسيع نطاق المشاركة في الفعاليات والبرامج، كما تم هذا العام استحداث "عكاظ المستقبل"، الذي يعنى بالابتكار وريادة الأعمال المعرفية، بمشاركة أكثر من 50 جهة حكومية وخاصة تعنى بـ "المعرض"، ويضم خمس منصات إبداعية تقدم مفاهيم عصرية حديثة، إضافة إلى أنه سيفتح مجال النقاش بين الشباب وصناع القرار حول تقنيات المستقبل عبر "منصة الاستقبال"، لتعطي صورة حية للريادة المعرفية والابتكارات الحالية في المملكة من خلال "منصة الحاضر"، وخصصت "منصة المستقبل" لاستشراف تطلعات أبناء الوطن، وعبر "منصة بناء الإنسان" سيخصص النقاش عن التعليم التطبيقي وإشراك الزوار وصنع النماذج الأولية، فيما يوجه الشباب للطريق الأمثل لبدء مشروعاتهم الريادية من خلال ورش عمل تدريبية وفاعلة.
من ناحيته، ثمن وزير الثقافة والإعلام جهود الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، على جهوده الواضحة بصفته أحد رواد الفكر والثقافة والفنون في هذا المهرجان، الذي أثبت نجاحه عاما بعد آخر، من خلال عدد الزوار الهائل الذي يشهده في كل عام، ما يعد مفخرة للمملكة، وهو ما نقل المهرجان من الإطار المحلي إلى العالمية.
إن محور رسالة سوق عكاظ اليوم تتجاوز كوننا أمة ثرية تعتز بتاريخها الثقافي، وأن لها حق توظيفه لحاضرها التوظيف الأمثل، إلى كوننا خير أحفاد لأولئك الأجداد بالوفاء في إكساب السوق مهابة الوعي ووهج الفن ورصانة الإنتاج. في ضوء ذلك كله لنا أن نتصور حجم الحضور للأنشطة الثقافية والفنية وما تحتاج إليه من خدمات مساندة، ما يعني تضافر الثقافة مع السياحة لتوطين الثروة المتدفقة مع السياح إلى خارج الوطن، وجذبها مع ثروة من سائحين يتحرقون شوقا في الخارج لزيارة وطننا والنهل من معين تراثه الحضاري وطبيعته الجغرافية الفريدة التنوع. هذا هو الدرس البليغ الذي يلقيه علينا مهرجان سوق عكاظ، وهذا هو المجد الذي علينا أن نثابر كي نجلوه بجهودنا ليظل أبدا ناصعا وبراقا. فمهرجان سوق عكاظ بمفاهيمه الثقافية والأدبية كان رائعا هذه المرة بكل فقراته وبرامجه، التي تتضمن فعاليات هذا المهرجان.
فالتقدير لكل من أسهم وشارك ووضع بصمته لإنجاحه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي