رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عودة إلى الطائف

حققت لي دعوة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لحضور سوق عكاظ عدة فوائد، وسعدت برؤية العمل الإبداعي في التحضير والتنفيذ لفعاليات سوق عكاظ. الحماس الذي يبثه اهتمام الأمير بمن حوله سواء كانوا يباشرون التعامل معه أو تصلهم رسائله عبر جهات أعلى منهم هو ما أنتج روح البحث عن الأفضل التي يتنافس عليها الجميع هنا، فهو معروف بتطلعه الدائم للتفوق، فهنيئا لمن يعملون مع قائد بهذه الصفات.
أجمل ما شاهدت وأنا أعود مرة أخرى إلى الطائف تلك المحاولات الجادة للمحافظة على تراث المدينة، أو محاولة استرجاعه على الأقل. استعادة أبواب الطائف التراثية كباب الريع وباب الحزم وإعطائهما الفرصة للبروز كمعلمين لهما تاريخ أساس في حماية المدينة وتأكيد أصالتها ومركزها الحضاري والتاريخي.
هذه أمور يجب أن تغرس في قلوب وعقول النشء ليعرفوا كم العمل والبذل الذي قدمه الآباء والأجداد والصعوبات والتحديات التي واجهوها وهم يضطرون لقفل المدينة متى حل الظلام. المنطقة المركزية تستعيد شكلها التاريخي الجميل ولعل من الأمور الموفقة توحيد ألوان المنطقة بلون تراثي يحكي مراحل سابقة.
هناك الكثير من المواقع التي يجب أن نعرج عليها ونحن في حاضرة المنطقة ومركز الجذب السياحي فيها، وصانعة أجمل القصائد في وصفها وجمالها. مواقع لها من التاريخ حق أصيل، ولها من الجغرافيا تركيبة فريدة، منها المساجد والمباني والسدود التي ما برحت تغازل مسؤولي الأمانة ليلتفتوا إليها ويحولوها إلى مزارات سياحية فهي حافظة التاريخ وعنها يكتب الكثير.
المهم هنا أن نتناول دور المدينة في العصور المختلفة، فقد تلونت الطائف بألوان عجيبة باختلاف العصر، ولهذه الفكرة دور أساس في تكوين التركيبة الحالية من السكان والشكل العام لمركزها الذي يحوي هو الآخر القصص التاريخية والثقافية التي تبدأ وتستمر في التغيير، وهي اليوم تتغير مع عهد جديد ستحفظ له مآثره بالتأكيد.
جولتي في المدينة تجاوزت حدودها فانتقلت إلى عوالم أخرى حفظت اللغة العربية من تأثير اللهجات الغريبة القادمة من هنا وهناك ولعل ديار بني سعد التي تربى فيها النبي الأعظم محمد بن عبد الله ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ وشقيقاتها من قرى المحافظة في حاجة إلى مزيد من العناية الثقافية والتنظيمية والبلدية والسياحية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي