هل أنت خائف؟
الخوف شعور قوي نابع من داخلك نحو خطر يحدق بك. وقد يكون هذا الخطر حقيقيا أو خياليا من توهمك، لذلك مهما كان الأعداء الذين تخشى وجودهم في حياتك، فلن يكونوا بمثل قوة عدوك الأكبر ــ وهو الخوف!
كثير من الناس يهدرون أجمل أوقات حياتهم بسبب الخوف، فهم يخافون من الفقر.. وتقدم العمر.. والفشل في تحقيق أحلامهم.. والمرض.. وتخلي الأحبة.. وذكريات الماضي... إلخ.
لو بحثت عن أصل الخوف لوجدته إما مجرد فكرة مغلوطة لا توجد إلا في عقلك ــ وهذا يعني أنه من صنع أفكارك، وإما أنه حقيقي لكنه أقل بكثير مما تتخيله. تخيل أنك تشاهد فيلما مرعبا وبجوارك أفراد أسرتك، وأنت تعلم يقينا أن من بالفيلم لا يستطيع إيذاءك، وعلى الرغم من ذلك تتزايد نبضات قلبك وينكمش جسدك وتصرخ برعب، ويتملكك الخوف حين ترى مشاهد الفيلم المرعبة تتعالى وتيرتها، هذا بالضبط ما تزرعه في عقلك من أفكار وهمية حول الأمور التي تخيفك في الحياة، وتدريجيا تتحول إلى حقائق تصدقها!
في أحد كتب تطوير الذات قرأت قصة عامل دخل ثلاجة تبريد تابعة لشركة لبيع المواد الغذائية حتى يجرد الصناديق التي بالداخل، وعن طريق الخطأ أغلق الباب على نفسه ولم يستطع فتحه، فطرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد وصادف أن كان في عطلة نهاية الأسبوع، فأيقن الرجل أنه هالك لا محالة واستسلم لمصيره. وبعد يومين فتح الموظفون الباب فوجدوا الرجل قد مات ووجدوا بجانبه ورقه كتب فيها عن آخر لحظات حياته (أنا الآن محبوس في هذه الثلاجة أحس بأطرافي بدأت تتجمد، أشعر بتنمل في أطرافي، أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك، أشعر أنني أموت من البرد).. وبدأت الكتابة تضعف شيئا فشيئا حتى أصبح الخط ضعيفا إلى أن انقطع، العجيب أن الثلاجة كانت مطفأة ولم تكن متصلة بالكهرباء إطلاقا، لكن الخوف الذي تملك هذا العامل سيطر على أفكاره فاعتقد أن مخاوفه حقيقية فاستسلم، ولو أنه لم يترك الخوف يسيطر على أفكاره لوجد حلا لمشكلته بالتأكيد.
معظم ما تخاف منه ليس بالحجم الذي تتخيله وتضخمه لك أفكارك السلبية، لذلك بدلا من هدر أوقات حياتك في الهروب من الخوف، حاول ذات مرة أن تواجه مخاوفك وتحللها وتعيدها لحجمها الطبيعي... وصدقني لن تشعر بالخوف وقتها!
وخزة
يقول ديل كارنيجي (افعل الأشياء التي تخافها واستمر في فعلها، فهذه أسرع الطرق لقهر الخوف).