حرب خطيرة
تواجه دول مجلس التعاون الخليجي حربا ضروسا من قبل نظام الملالي في إيران. العمل المنظم الذي يستهدف أمن وسلامة المنطقة برمتها وخصوصا دولنا، وصل إلى مستويات خطيرة. مواجهة هذه الحرب يجب أن تأخذ في الحسبان أن الأسلحة المستخدمة ليست مجرد أدوات القتال التقليدية التي تنتشر هنا وهناك، على شكل أسلحة وتدريب على تصنيع المتفجرات ومستودعات تملأ باستمرار من خلال عمليات التهريب عبر الخليج وعبر دول أخرى.
إن المراقبة الدقيقة لهذه العمليات توحي بكم العداوة والبغضاء التي لا يمكن أن نختلف عليها مهما اختلفنا على غيرها من المفاهيم والآراء سواء الشرعية أو السياسية أو الثقافية. الخطب التي تصلنا عبر مياه الخليج على مختلف قنوات الإعلام والتواصل الاجتماعي، والخطاب الحاد والفتاوى المغرضة التي نشاهدها باستمرار لم تعد تخشى أن يطلع عليها العالم.
عندما نتحدث عن الوقاحة في التعبير عن الكراهية والقتل غير المبرر الذي نشاهده يمارس في العراق وفي سورية من قبل الميليشيات الإيرانية وتلك التي تدعمها إيران، نقف حيرى أمام الكم الكبير من محاولات التهدئة، وتبسيط القضية، بل ما يستخدمه مثقفونا من مصطلحات لا يمكن أن تناسب الوضع القائم اليوم.
عندما تصل المواجهة إلى هذا الحد من الضراوة وتستقصد البسطاء والفقراء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة أو العلم الشرعي، نكون بحاجة لإعادة تقييم الخيارات المتاحة أمامنا، ويجب أن نكون على ثقة بأن الخيار الذي نتخذه قد لا يتماشى مع قيمنا الإنسانية والدينية، ولكنه يتعامل مع الواقع الذي نعيشه.
بعيدا عن الأزمات التي يعيشها المواطن العراقي والسوري واليمني بسبب وجود العنصر الإيراني الذي يهدف إلى التخريب فقط، تقع دول مجلس التعاون في حالة حرب مع آفتين تحاول إيران دسهم وضرب الاقتصادات والمجتمع والدول بهما. تنشط العصابات الإيرانية في عمليات تهريب المخدرات لدول المجلس، بل إن الإحصائيات تتحدث عن تضاعف عمليات التهريب إلى مستويات قياسية تصل إلى خمسة أضعاف ما كانت تتعامل معه أجهزة المكافحة في دولة مثل المملكة.
هذه الهجمة الإجرامية تتطلب منا وقفة مشتركة من دول المجلس وعقوبات واضحة عندما يثبت أن المهربين قدموا من المنطقة التي تشرف عليها إيران في الجهة المقابلة من الخليج ... ثم إننا نواجه حربا أخرى سأتحدث عنها غدا بحول الله.