إلى 22 دولة عربية .. لا تنسوا ورقة الأحواز

هناك ورقة مهمة لم يستخدمها العرب في نزاعهم المستميت مع الفرس، وهذه الورقة هي ورقة الأحواز العربية، التي تقع على مساحة 185 ألف كم مربع، وتمنح الخليج الهوية العربية؛ لأن الأحواز العربية تغطي كل أنحاء شرق الخليج، وإذا استخدم العرب ورقة الأحواز جيدا، فإنهم يسقطون دعوى إيران الفاضحة بفارسية الخليج.
وكلنا يعلم أن جمهورية الأحواز العربية تقدمت إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية بطلب الانضمام إلى عضوية جامعة الدول العربية، ولكن طلبها لم يحظ بالقبول رغم أن القانون الدولي أعطى للشعوب حق تقرير مصيرها، والشعب الأحوازي قال كلمته من خلال المظاهرات العارمة التي يملأ بها شوارع الأحواز في كل المناسبات الوطنية.
إن العرب في أَمَسّ الحاجة إلى إعادة الأحواز العربية إلى الحضن العربي؛ لأن جمهورية الأحواز العربية إذا أخذت استقلالها فسيكون ذا فائدة جيوسياسية عظمى للعرب، حيث يصبح الخليج العربي محاطا بسياج عربي كامل، وحدود إيران تبدأ من وراء سلسلة جبال زاكروس، وهي منطقة بعيدة عن سواحل الخليج العربي، وبذلك فإن حجة إيران بأن الخليج فارسي وليس عربيا تسقط بالكامل، فهو عربي محاط من جميع الجهات بدول عربية من الوريد إلى الوريد.
إن الأحواز عربية منذ سبعة آلاف عام، قامت على أرضها الحضارة العيلامية، وهي على غرار الحضارات البابلية والآشورية والسومرية في بلاد ما بين النهرين، ولا تزال معالم هذه الحضارة شاخصة إلى يومنا هذا رغم المحاولات المتعددة لطمس تاريخ الأحواز، خاصة ذلك التاريخ المتجانس مع حضارات العراق القديمة، وهو تاريخ مختلف كل الاختلاف عن حضارة بلاد الفرس، ما يبين بوضوح الانفصال الكامل بين الأحواز العربية وبلاد فارس، ومن القبائل العربية المعروفة التي سكنت الأحواز قبيلة ربيعة العربية، وبنو كعب، وبنو عامر، وبنو طرف، وبكر، وتميم، وحرب، ومطير، والدواسر، وشمر، وعنزة، وظفير، وسبيع، وعتيبة، وكلها قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية إلى الأحواز منذ آلاف السنين قبل الوجود الفارسي.
وإلى وقت قريب كانت الأحواز دولة عربية مستقلة، ولكن الفرس اغتصبوها واحتلوها في العشرين من أبريل من عام 1925 في عهد الشاه الأب، بعد أن تم استدراج الشيخ خزعل الكعبي أمير الأحواز إلى فخ نصبه له قائد الجيش الإيراني الجنرال زاهدي لإجراء مباحثات سياسية، إلا أن الجنرال زاهدي قام باعتقال الشيخ خزعل وأودعه في سجن طهران حتى فارق الحياة.
إن من أهم أسباب احتلال إيران لجمهورية الأحواز العربية هو تمكين إيران من احتلال شرق الخليج، والزعم بأن الخليج فارسي وليس عربيا، كذلك فإن للأحواز ثروات طبيعية كثيرة، فهي غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز، وأراضيها زراعية خصبة، حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة، وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة، فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة في إيران، وتسهم الموارد الموجودة في هذه المنطقة (الأحواز) بنحو نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80 في المائة من قيمة الصادرات في إيران. وهذا يعني أن الأحواز غنية بالثروات الطبيعية الهائلة، ويعيش فيها أفقر شعب، وهناك مقولة للرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يقول فيها "إيران با خوزستان زنده است" ومعناها (إيران تحيا بخوزستان)،
ولقد مارست حكومة الملالي سياسة الفرسنة، وقامت الحكومة الإيرانية بتغيير الأسماء العربية إلى الفارسية، فمدينة المحمرة ــ على سبيل المثال ــ أصبح اسمها (خرم شهر)، وهي كلمة فارسية، بمعنى البلد الأخضر، ومدينة الحويزة أصبحت (دشت ميشان)، والخفاجية أصبحت (سوسنكرد)، والصالحية أصبحت (اندميشك)، والأحواز أصبحت (الأهواز)، وميناء خور عبد الله أصبح (ميناء بندر شاهبور)، والشارع الخزعلي في المحمرة أصبح (شارع بهلوي)، وإمعانا في تطبيق سياسة الفرسنة قامت الحكومة الإيرانية بإصدار جريدة خوزستان في مدينة المحمرة باللغة الفارسية.
وكذلك تمارس حكومة الملالي في الإقليم العربي المحتل شتى ألوان التنكيل والبطش بأبناء الأرض، وتعمل حكومة الملالي على زيادة نسبة غير العرب في الأحواز، وتغيير الأسماء العربية الأصلية للمدن والبلدات والأنهار وغيرها من المواقع الجغرافية في منطقة الأحواز، والهدف من هذا هو فرض الثقافة الفارسية، ولذلك أصدرت الحكومة الإيرانية أمرا بمنع استخدام اللغة العربية في الأماكن العامة، ومن يخالف ذلك الأمر يتعرض للعقاب؛ لأن التحدث باللغة العربية جريمة يعاقب عليها القانون الصفوي، كذلك قررت إيران أن تكون مناهج الدراسة في المدارس باللغة الفارسية فقط، ولا يجوز التحدث بأي لغة أخرى، ومُنع الأحوازيون من تسمية مواليدهم بأسماء عربية، كما منعوا من لبس الزى العربي، وتم استبداله بالزي البهلوي الإيراني.
وإذا كان الشعب العربي الأحوازي يرفض الاحتلال العسكري الإيراني ويقاومه، ويأخذ هذا الرفض شكل مظاهر ماديّة وفعلية مستمرة على الوجه الذي يقطع برغبته الواضحة في الاستقلال، فإن الوجود الإيراني في الأحواز يعتبر اغتصابا واحتلالا غير مشروع، وتعتبر الحركة الوطنية الأحوازية حركة وطنية يحميها القانون الدولي، ويبيح لها النضال المشروع تأكيدا لحق شعب الأحواز في الحرية والاستقلال ضد السيطرة الإيرانية الأجنبية.
إن القمع المسلح الذي تمارسه الدولة الإيرانيّة ضد مواطني جمهورية الأحواز العربية يعتبر مصادرة لحق الشعب الأحوازي في تقرير مصيره، وإن أي مساعدة عربية أو دولية تهدف إلى دعم قدرة شعب الأحواز على المطالبة بتحقيق حقوقه المشروعة، تعتبر أمرا مرفوضا من قبل السلطات الإيرانية.
وفي ضوء ذلك، فإن اليد التي توجع إيران هي الأحواز، والأحوازيون على خلاف مستميت مع حكومة إيران، وهم عرب وأراضيهم عربية اغتصبتها إيران.
أتمنى من الجامعة العربية أن تفتح مع الأحوازيين قناة اتصال، وأن تقبل الأحواز كعضو مراقب، ومسألة الإجماع لمنح العضوية مسألة لها سابقة تتمثل في قبول الكويت عام 1970، حينما اعترض العراق على قبول الكويت، ولكن مع ذلك قبلت الجامعة العربية الكويت عضوا كامل العضوية رغم اعتراض العراق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي