التعامل في العالم الجديد
عندما تحدث معي أحد الشباب عن مشروع مهم، كان الحماس يشدني للتعرف على تخصصه والجامعة التي تخرج فيها، لأكتشف أنه لم يكمل الدراسة الجامعية، وأن توجهه الجديد ناتج عن عشق شخصي حقق له ملايين الريالات. تذكرت عندها كبار رجال الأعمال في عالم الإنترنت كستيف جوبز وبيل جيتس وغيرهم من مؤسسي أهم شركات العالم اليوم مثل جوجل وعلي بابا وحتى موقع "حراج".
هذا هو عالم الأعمال الجديد. مكونات مختلفة، وأسلوب تعامل وتأهيل ومغامرات لا تتماشى مع قواعد الإدارة التي تعلمناها في الجامعات. هنا يبدأ النزاع بين المنظمة العميقة التي تحارب الجديد الذي سيؤدي دون شك إلى فقدان أصحاب الحظوة والعلاقة تلك المزايا التي تعبوا على تكوينها بالأسلوب النمطي القديم سنين عديدة.
يأتي اليوم شباب في العشرينيات ليتولوا إدارة كثير من المكونات الإلكترونية للأعمال، ولمن يريد أن يعيش أو يتعايش مع العالم الجديد أن يحاول ذلك من خلال تبني المفاهيم الجديدة والخروج من عباءة الإدارة القديمة. المنظمة العميقة هي العائق الأهم في طريق تحول الأعمال.
تعمل مفاهيم منظري المنظمة العميقة على ترسيخ الخوف من المستقبل وعدم وضوح الرؤية وسرعة تحول الاهتمامات في المجتمع. هذه كلها يجب أن تتحول إلى عناصر قوة للإدارة التي تحاول محاربة المنظمة العميقة. يجب أن نتبنى الجديد، ونشارك في صناعة التغيير بدل أن نتأثر به.
يجب أن تنشط عمليات البحث والتطوير مهما صغر حجم المنظومة، يجب أن نعمل على تبني مفهوم المنظمة المتعلمة التي يحاول كل فرد فيها أن يكون الأفضل في مجاله، من خلال البحث والقراءة والتجربة لكل ما هو جديد في المجال. هنا ستبدأ حرب على المنظمة العميقة، تلك الحالة التي طالما سببت تراجع الأعمال أمام المنافسين.
إن كل مسؤول جديد يحاول أن يضمن الحصة الأكبر أو الأرباح الأعلى أو تحسين أوضاع العملاء والمنظمة التي يديرها، مطالب بأن يتعرف على عناصر المنظمة العميقة التي لا تستطيع أن تتغير أو لا ترغب أن تتغير ويتعامل معها بكل حزم لمنعها من حرمان المنظمة من البقاء.
يرحب المستقبل بعشاق التغيير ومتبنيه، ولهذا فنحن مطالبون أن نكون من هذا الصنف الأساس في عالم اليوم. ما يستدعي أن نتخلص من كل محاربي التغيير الإيجابي الذي نتبناه.