رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


وسائط الإعلام الاجتماعية .. ماذا بعد؟

ما من شك أن وسائط الإعلام الاجتماعية وجدت لتبقى. ماذا يمكننا أن نتوقع؟ وكيف يمكن للشركات أن تبقى في الصدارة؟ خبيرة استراتيجية في الرقمية ومديرة سابقة في صحيفة "نيويورك تايمز" تشارك بوجهة نظرها.
ما عليك إلا أن تنظر إلى الأرقام، لتعرف أن وسائط الإعلام الاجتماعية وجدت لتبقى، فهناك 200 مليون مستخدم جديد انضموا إلى شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في العام الماضي وحده، ليصل عدد المستخدمين النشطين لهذه الشبكة المهولة إلى 800 مليون مستخدم، وقد سجلت شبكة لينكد إن المهنية 131 مليون مستخدم العام الماضي، بينما وصل عدد مستخدمي تويتر إلى 100 مليون، وهنالك أيضا عديد من المشغلات الصوتية والمرئية الكبيرة والمتخصصة.
ما القادم إذا في وسائط الإعلام الاجتماعية؟ وكيف تشارك الشركات والعلامات التجارية على نحو استراتيجي أكبر وسط هذه الوفرة من البرامج الراسخة والناشئة؟
في الحملة التسويقية الأخيرة، ابتكرت الشركة السويدية للملابس إتش & إم وتطبيقات الهاتف الجوال المسمى جولد رن، لعبة التفتيش بالصور التي تتيح للمستخدم أن يلتقط صورا، باستخدام نظام تحديد المواقع بواسطة الهواتف الذكية، للأشياء الحقيقية التي تظهر أمام متاجر معينة من متاجر إتش & إم في مانهاتن، ومن يفعل ذلك يحصل على خصم قيمته 10 في المائة عند شراء الملابس من المتجر، ويستطيع المشتري، من خلال تكامل الصورة، أن يرى كيف يبدو بهذه الملابس في الصورة، ومن ثم َّتحميل الصور على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لمشاركتها مع الأصدقاء.
قد تكون "الحقيقة المتنامية" هي الموجة الجديدة التي ستدخل إلى عالم وسائط الإعلام الاجتماعية، هذا ما تقوله سريا درابي، الخبيرة الاستراتيجية في الرقمية التي شاركت في تأسيس "اكتشاف الأغذية"، وهي تطبيقات هاتفية تعتمد على الموقع، وتتيح للمستخدم تحميل وتبادل الصور لأطباق الطعام المفضلة لديهم. الحقيقة المتنامية تتمثل في الإحساس بأنك على تواصل مع شيء ما، أو مكان ما في العالم الحقيقي، دون أن تكون موجودا فيه بالفعل، هذا ما أوضحته سريا درابي في مقابلة مع مجلة "إنسياد" للمعارف في منتدى المعارف في سول.
وتضيف درابي البالغة من العمر 27 سنة "إنها حقا بداية ثورة المعلومات القائمة على الموقع"، وتشير درابي إلى أن الشعبية المتزايدة التي حققتها تطبيقات الجوال الجيو ــ موقعي، مثل فور سكويرو سوشال لوب وجوالا التي تتبادل المعلومات من الموقع مباشرة. في ما يتعلق بـ "فور سكوير"، فإنك تستطيع الدخول "من خلال تطبيقات هاتفك الجوال، ويتم إخطار أصدقائك بالتزامن في الشبكة الاجتماعية الخاصة بك فورا. وقد أفادت فور سكوير بأن عدد المسجلين فيها منذ انطلاقتها عام 2009 بلغ مليار مشترك لغاية كانون الأول (ديسمبر). وتقول درابي: "من الصعب أن نرى تطبيقا يظهر الآن، دون أن يكون فيه مكون يتعلق بالموقع". وفي هذه الأثناء، ستبقى الهواتف الذكية وتكنولوجيا الهواتف الجوالة والتطبيقات، المحرك الأساس لوسائط الإعلام الاجتماعية. وقد أوضحت درابي أن "عام 2011 هو أول عام تكون فيه الهواتف الذكية أكثر من المياه النقية، وعلينا أن نكون أيضا مدركين لحقيقة أن العالم النامي هو الآن موجود على الإنترنت للمرة الأولى في هذا الزمن، الذي تستخدم فيه تقنيات التواصل بشكل فاعل وفوري، فالثورات الأخيرة في الشرق الأوسط والربيع العربي مدينة تماما لوسائط الإعلام الاجتماعية المستخدمة.
تستجيب الشركات والعلامات التجارية، سواء كانت من ضمن قائمة فورتشن 500 أو متجر للتجزئة في أحد الأحياء، للوسائط الاجتماعية استجابة كبيرة، فتوجد بذلك حملات تسويقية موجهة على الشبكات الاجتماعية وتزيد من التفاعل والتواصل مع الجمهور. تتيح شركة فور سكوير، على سبيل المثال، للشركات التجارية نشر عروضها الترويجية عندما يدخل الزبون، وقد استخدم هذه الخدمة بالفعل نحو 500 ألف تاجر. شركة سكوت للتسويق، التابعة لشركة طيران سنغافورة، تمكنت من اكتساب نحو 28 ألفا من المعجبين على "فيسبوك" منذ إطلاق حملتها التسويقية في شهر تشرين الثاني، ولم تبدأ الشركة بتسيير رحلاتها إلا في منتصف عام 2012، لكنهم يحاولون البحث عن علامة تجارية لشركتهم من خلال دعوة المعجبين للمشاركة، ومن ثمَّ التصويت على شعارهم الرسمي. وتؤكد درابي، التي تقدم استشاراتها لشركات مثل جنرال إلكتريك وآي بي سي نيوز، فضلا عن الشركات الجديدة، على أهمية الشبكات الاجتماعية للشركات الفتية التي عادة ما تفتقر إلى ميزانية للتسويق.
هل تتوقع درابي أن "فيسبوك"، وهو أكبر شبكة اجتماعية في العالم، سيكون في كل مكان خلال عشر سنوات؟ تجيب درابي على هذا السؤال قائلة: "لقد أصبح "فيسبوك" الأوراق الصفراء للإنترنت، هويتنا بدأت هناك وتترسخ هناك". وعلاوة على ذلك، فإن "فيسبوك كونيكت"، وهو نظام عالمي للدخول، يتيح لموقع طرف ثالث الدخول، من خلال اسم المستخدم وكلمة السر لـ "فيسبوك"، مهم بشكل لا يصدّق، ذلك لأنه، كما تقول درابي، يجعل "فيسبوك" موجودا في كل مكان. "إنه في كل مكان، وسيكون "فيسبوك" بالتأكيد علامة تجارية خلال عشر سنوات".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي