إيقاف الاستيراد
حديث الأمس كان مخصصا للحروب التي تديرها إيران في المنطقة، ولعل الحديث فيما يحدث في العراق وسورية واليمن أصبح بحكم المعلومة العامة للجميع، فقد اخترت أن أتحدث عن حرب تديرها إيران ضد دول مجلس التعاون الخليجي، ولأن تمكنت إيران من حشد جيوشها وميليشياتها في العراق وسورية واليمن سابقا باعتمادها على الفوضى التي صاحبت الاحتلال الأمريكي للعراق ومحاولة الشعب السوري أن يأخذ حقه من رئيس مجرم طائفي، وحالة من عدم التوازن السياسي في اليمن، فهدفها النهائي دول الخليج خصوصا السعودية التي تعتبرها العدو الأكبر وتحاول أن تستهدفها بكل ما أوتيت من قدرات عسكرية ونفسية وطائفية.
تعمل إيران اليوم على تأليب شعوب الخليج ضد أنفسها، وتحاول أن تثير الفتنة في كل مكان، ويعمل عملاؤها على تأجيج الخلاف في كل شيء، حتى إن كان خلافا بين بائع ومشتر على سعر سلعة معينة. هذه العملية التآمرية تستدعي عملا واسعا لتوعية الناس وتأديب من يعملون في الظلام مقابل وعود إيرانية بتقاسم كعكة لن يصلوا إليها بحول الله ثم بوعي الشعوب وحكمة القادة.
تحدثت بالأمس عن استهداف المنطقة بالمخدرات وهي قضية كبرى هدفها تدمير المجتمع والإساءة لكل مكوناته، من خلال التفريق بين العناصر المكونة للمجتمع وإنهاء الفرص المتاحة للشباب ليكونوا عناصر فاعلة في تطوير وحضارة دولهم. كما تهدف لإلهاء الناس عن الواقع الذي تريده لهم هذه الدولة التي لا تعترف بأخلاقيات ولا ذمم ولا عهود، وإنما ترسم على تدمير المنطقة برمتها.
اليوم أذكر بخطورة تهريب الأسلحة التي تتبنى أغلبها هذه الدولة، فنحن لا نفتأ نشاهد المزيد من التهريب والأخطر أننا نرى اليوم أكثر من مجرد الأسلحة الشخصية، بل ونشاهد القبض على معامل لإنتاج المتفجرات في الأحياء التي تستهدفها إيران وتربي العملاء داخلها ليكونوا شوكة في خاصرة دولهم التي ترعاهم وتعلمهم وتحافظ على سلامتهم وصحتهم.
تستدعي الضرورة أن نتعامل بواقعية مع كل مهدد لأمن المنطقة والتعامل الجاد يستدعي أن يتفهم كل الناس أن مستقبلهم يعتمد على إيقاف مثل هذه الأعمال داخل دولهم، وما دامت إيران تفتعل كل ذلك، فمن المهم أيضا أن تقاطعها جميع دول الخليج اقتصاديا، فما يصل من بضائع يحمل الخطر نفسه الذي يتربص بنا اليوم كما اكتشفنا خلال السنوات والأشهر الماضية.