رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


قطاع السياحة .. وعزوف المستثمرين

يسألني البعض لماذا تكتب كثيرا عن قطاع السياحة؟ وأجيب لأنه من أهم القطاعات حيث تعلق عليه الآمال في الحد من تدفق مليارات الريالات إلى الخارج في كل عطلة، طويلة كانت أم قصيرة، ولأنه يمكن أن يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب والفتيات في مختلف مناطق بلادنا.. ويأتي مقالي اليوم ضمن سياق إعلامي مكثف عن السياحة الداخلية حيث كشفت لنا جولات بعض القنوات الفضائية مزيدا من جمال الطبيعة والمقومات السياحية في الطائف والباحة وعسير والقصيم.. حتى في جدة والرياض والمنطقة الشرقية رغم قسوة الجو هذه الأيام.. وهناك مناطق لم تصلها التغطيات الإعلامية رغم توافر المقومات السياحية في شواطئها الجميلة وواحات النخيل فيها وصحرائها ورمالها الذهبية.. ومن خلال هذا التنوع المميز إضافة إلى الأجواء المختلفة يمكن القول إن لدينا إمكانية لازدهار السياحة على مدار العام ففي الصيف يكون التوجه إلى الجنوب، حيث الجو المعتدل في أعالي الجبال الخضراء وفي الشتاء إلى جدة وجازان حيث الشواطئ الدافئة، وإلى المنطقة الشرقية وحائل والقصيم وتبوك والحدود الشمالية، حيث السياحة الصحراوية التي لها عشاقها أيضا.. وهنا قد يتبادر إلى الأذهان سؤال يقول: مع هذه المقومات لماذا تتعثر السياحة الداخلية ويتجه السعوديون بأعداد هائلة إلى جميع أنحاء الدنيا؟! بل إنهم الأكثرية في كل الأماكن السياحية.. حتى تساءل أحدهم في رسالة ساخرة (لا أدري كم تعداد سكان السعودية الحقيقي.. فالصينيون على كثرتهم لا يظهرون في كل مكان كما نرى السعوديين)!
وبعيدا عن السخرية أقول إن السفر في الإجازات الطويلة حق مشروع لمن هو قادر ماليا ولا اعتراض على ذلك، ولكن على الأقل نعطي السياحة الداخلية أياما معدودة من إجازة طويلة مثل إجازة هذا العام ليتعرف الأبناء على بلادهم وتنوعها الجغرافي والاجتماعي المميز الجميل.. ولكي لا يفهم من كلامي أن السياحة الداخلية قد توافرت لها جميع الإمكانات ولم يبق إلا السائح الهارب خارج الحدود، أقول إن هناك نقصا كبيرا في الخدمات والسكن على وجه الخصوص.. فالسياحة ليست مجرد فعاليات قيل إنها بلغت هذا العام أكثر من 700 فعالية في جميع المناطق، منها المهرجانات والمسرحيات والألعاب، لكن راحة السائح قبل أي شيء في السكن المناسب نظافة وسعرا.. ثم المطاعم والمقاهي التي تلتقي فيها العائلات في جو محافظ ومريح للجميع.. إضافة إلى مسارات لممارسة رياضة المشي الذي هو أكبر مكسب من السفر في الإجازة.. والأهم أن تتوافر النظافة في جميع المرافق والمتنزهات، فالصور المتداولة في بعض المتنزهات الجميلة لا تشجع إطلاقا، والمؤمل من أمراء المناطق بما لهم من هيبة وسلطة أن يسيروا دوريات راجلة ومحمولة وربما طائرة للمراقبة ووضع حد لتجاوزات بعض رواد هذه الأماكن.
وأخيرا: لقد وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأسس والأنظمة الصحيحة لإيجاد صناعة سياحية متكاملة، ولكن القطاع الخاص لم يشارك كما يجب في استثمار المقومات السياحية في جميع المناطق، ويحتاج هذا الأمر إلى دراسة معمقة لمعرفة أسباب عزوف المستثمرين تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار، فإن كان التمويل هو العقبة فلا بد من تفعيل "صندوق التنمية السياحية" لإعطاء قروض ميسرة لمن يستثمر في هذا القطاع كبقية القطاعات الاقتصادية المهمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي