رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مجلس شؤون الأسرة .. ومعاني التنمية الشاملة

قرر مجلس الوزراء إنشاء مجلس لرعاية شؤون الأسرة، وذلك بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، حيث تضمن القرار الموافقة على تنظيم مجلس شؤون الأسرة، ومن مواد تنظيم المجلس أن يكون برئاسة وزير العمل والتنمية الاجتماعية وتحت مسمى "مجلس شؤون الأسرة" ويتولى مهمة رعاية شؤون الأسرة داخل المملكة، ومقره في مدينة الرياض.
إن إنشاء المجلس يهدف إلى تعزيز مكانة الأسرة ودورها في المجتمع والنهوض بها، والمحافظة على الأسرة السعودية قوية متماسكة ترعى أبناءها وتلتزم بالقيم الدينية والأخلاقية والمثُل العليا، وذلك لأن الأسرة هي الدرع الحصينة التي تحمي أفرادها، ولا يكون الإنسان قويا عزيزا إلا إذا كان في أسرة تحصنه، والأسرة التي ينشدها الشرع هي الأسرة الملتزمة بأوامر الله، التي تكون نواة للمجتمع الملتزم بمنهج الله وشرعه.
وقد بادر مجلس الوزراء إلى تكليف الجهات المعنية بوضع استراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع مشكلة العنف الأسري على جميع المستويات، مع تدعيم مناهج التعليم الدراسية بمفاهيم واضحة تحث على التسامح ونبذ العنف، أما على الصعيد الإعلامي، وهو الأقرب تأثيرا في السلوك، فقد قرر مجلس الوزراء أن تكون هناك خطط إعلامية توعوية تركز على البرامج الوقائية اللازمة لذلك من خلال مؤسسات إعلامية متخصصة.
إن من الواجب أن يتحرك كل فرد بدءا من ذاته ليواجه سلوك العنف المرفوض شرعا وخلقا، خصوصا داخل الأسرة، فاليوم هناك خطوات وضعها مجلس الوزراء ولم يعد هناك ما يبرر تناول هذا الموضوع الحساس بالاستحياء والسلبية سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الأهلي؛ لأن حالات العنف الأسري ضد المرأة وضد الطفل لن تحل دون معالجة اجتماعية وقضائية في وقت واحد.
وعندما يؤكد الملك مرارا وتكرارا الاهتمام بمصالح الناس والتنمية فإنها تمثل هما أساسيا عنده ـــ رعاه الله ـــ تنمية شاملة تعني كل نواحي الحياة، تعني الطفل والأم والأب والأسرة، تعني الرجل والمرأة، تعني التعليم والصحة، والأمن والدفاع، تعني الاقتصاد والسياسة والمجتمع معا. هذه التنمية الشاملة لا تعني مشكلة اقتصادية صرفة، فلم تأت "رؤية المملكة" كردة فعل بحتة على وضع اقتصادي معين، بل رسم الطريق لجيل بأكمله، أمانة الأجيال المقبلة في أعناقنا، فلا تعني الرفاهية التي نعيشها اليوم - بحمد الله - أن نتغافل عما يجب أن يكون عليه الحال لأبنائنا في الغد، هذه هي معاني التنمية الشاملة التي يؤكدها خادم الحرمين الشريفين، التي ارتكز إليها في رسم "رؤية المملكة 2030".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي