رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


«برنامج كفالة» .. وصفة نجاح للمؤسسات الصغيرة

ظلت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الماضية كاليتيم الذي يطوف بين موائد كثيرة وكل يدعي إطعامه لكنه في النهاية ينام جائعا .. كل ذلك لأنه بلا مرجعية موحدة تجعل الشاب الذي يريد تأسيس عمل صغير يختصر الجهد والوقت بالتوجه إلى "شباك واحد" بدل أن يدور بين عشرات الجهات ثم يصاب بالإحباط بعد أن يصرف جميع ما ادخره لبدء هذا العمل.. وكتبت كما كتب غيري بأن المشكلة أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا تقتصر على توفير التمويل وإنما هناك حاجة إلى الدعم الفني والإداري .. ولقد قال لي أكثر من شاب إنهم بحاجة إلى من يرشدهم كيف يعدون الهيكل الإداري والخطة التشغيلية والموازنة وتدريب العاملين ثم يأتي التمويل بعد ذلك .. وفي سبيل البحث عن مرجعية واحدة تغطي جميع الجوانب جاءت فكرة إنشاء الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي نأمل أن تباشر عملها بقوة بدعم ورئاسة الدكتور ماجد القصيبي وزير التجارة والاستثمار المعروف بالجدية والإصرار على النجاح .. ولدى الوزير أمثلة قائمة يمكن الاستفادة من تجربتها في ضمان نجاح الهيئة الوليدة ومن تلك الجهات الهيئة العامة للاستثمار التي تقع تحت رئاسته حيث نجحت في توفير الدعم اللازم للمستثمر الأجنبي عبر شباك واحد، يوفر السرعة واختصار الإجراءات التي لو مرت عبر القنوات العادية لاستغرقت شهورا وصنعت بيئة طاردة للمستثمر الذي تسعى جميع دول العالم لتذليل العقبات أمامه .. ولدى الوزير أيضا تجربة ناجحة أخرى .. بل هي "وصفة نجاح" للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهي "برنامج كفالة" الذي اقترحته الهيئة العامة للاستثمار للمقام السامي بوضع برنامج متكامل يعنى بتفعيل دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة باعتبارها المحرك الحقيقي للاقتصاد في الدول المتقدمة وأسندت مهمة الإشراف على البرنامج في الفترة الماضية للصندوق السعودي للتنمية الصناعية لخبرة الصندوق المالية وكفاءة نشاطه .. وفعلا أسس البرنامج وتمت إدارته وفق أعلى المعايير المهنية ما جعله يحصل على جوائز محلية وإقليمية وعالمية، ولقد سمعت شخصيا مسؤولين في دول خليجية وهم يذكرون برنامج كفالة بالثناء ويتمنون تطوير برامج مماثلة تستفيد من تجربة هذا البرنامج التي سجلت أعلى درجات النجاح في تحقيق التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص المتمثل في البنوك المحلية الداعمة لهذا البرنامج بحيث يحصل صاحب المؤسسة الصغيرة على التمويل من البنوك بضمان برنامج كفالة بتوجيه ومتابعة من مؤسسة النقد العربي السعودي ما يقلل درجة المخاطرة على البنوك وبالتالي يخفض تكاليف التمويل على المؤسسة الصغيرة. ولقد شهد أصحاب مؤسسات صغيرة من شباب وفتيات في حفل إقامة الصندوق السعودي للتنمية الصناعية منذ عامين أنهم حققوا خططهم ونمت أعمالهم بفضل وقوف برنامج كفالة معهم ودعمهم ليس فقط بالتمويل وإنما بالإرشاد والمتابعة المستمرة التي نأمل أن تستمر بدعم من الدكتور ماجد القصبي ما دامت البنوك ملتزمة بدعم البرنامج .. والجهاز الفني والإداري للبرنامج بقيادة المهندس أسامة المبارك موجود ومتحمس لإكمال المشوار على الأسس المهنية نفسها التي بدأ بها العمل وحقق النجاح مستفيدا من تجارب عالمية أهمها تجربة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وفرنسا وبريطانيا.
وأخيرا: "برنامج كفالة" يعتبر أهم المشروعات التي تمت نتيجة التعاون بين القطاعين العام والخاص وهو ما تدعو إليه رؤية 2030 وقد أوصت جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة ومنها مجلس الشورى وديوان المراقبة العامة بأن يكون كيانا مستقلا يعنى بكفالة تمويل قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بلادنا المقبلة على تأسيس ودعم هذا القطاع الحيوي المهم لتشجيع الشباب السعودي لإنشاء مؤسساتهم الصغيرة التي تنمو وتكبر لتصبح من أهم روافد الاقتصاد الوطني.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي