تدفق الخير والعطاء من مركز الملك سلمان للإغاثة

تواصل المملكة جهودها الإغاثية في اليمن الشقيق وتقدم المساعدات الإنسانية إلى جانب الجهود المبذولة للتوسط والصلح بين الأطراف السياسية المتصارعة في اليمن وقد اعترفت الأمم المتحدة بمكانة ودور "مركز الملك سلمان للإغاثة"، وهذا يعزز حقيقة واقعة، بعد أن أثبت المركز في المرحلة الماضية مدى الحرفية التي يعمل بها، إلى جانب مدى الاهتمام الإنساني السامي المستمد أساسا من الاهتمام المباشر لخادم الحرمين الشريفين. وقد انتهجت المملكة سياسة مماثلة في تعاطيها مع القضايا الإنسانية. وهي بذلك جمعت العناصر كلها. معاقبة المعتدي والساعي للتخريب، ورعاية المحتاجين والمظلومين. وهي في الواقع سياسة قائمة على المبادئ التي ألزمت المملكة بها نفسها، مبادئ غير قابلة للتسييس ولا للحلول الوسط.
لعل من أهم سمات "مركز الملك سلمان للإغاثة"، أنه متصل بكل المؤسسات والجمعيات الدولية المعنية بتفاصيل الإغاثة، من الصحة إلى الزراعة مرورا بالغذاء والمياه، وخدمات الصرف الصحي، إضافة إلى الاحتياجات التي تفرضها ظروف الحروب والأزمات الآنية. ولأنه كذلك، فإن روابطه مع المؤسسات الدولية متشعبة وعلى أعلى درجة من التنسيق بما يكفل الأداء الأمثل للحراك الإغاثي في كل المناطق المستهدفة. يضاف إلى ذلك، أن مستوى الرقابة على تنفيذ المشاريع الخاصة بالمركز، يصل إلى أعلى مستوى، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإشادة أيضا بهذا الجانب المهم. جهود مراكز ومؤسسات إغاثية أخرى كثيرا ما تتعرض لعدم التطبيق الصحيح، أو تتعرض برامجها للاعتداء من جهات مجهولة ومعروفة.
أثبت المركز أيضا، أنه لا يطبق مشاريع إغاثية محورية فحسب، بل إنه يطبقها وفق القانون الدولي الإنساني بحسب المنظمة الدولية. وهذا يعني أنه لا توجد ثغرات مهما كانت طبيعتها في هذا المجال، إلى جانب ذلك، هناك العنصر الأهم، وهو يتمثل في اهتمام القيادة العليا في البلاد بأمر هذا المركز من كل النواحي. لقد اتفقت كل المنظمات الإغاثية الدولية المستقلة، وتلك التابعة للأمم المتحدة، على أن البرامج التي نفذها "مركز الملك سلمان للإغاثة" في اليمن، تمت بأعلى مستوى من الحرفية، وأن عددا من المنظمات الدولية أخذت الأداء كنموذج لمشاريع مشابهة في مناطق أخرى في العالم. وهذا يعني أن "المركز" بات يمثل مصدرا استرشاديا حتى للجهات المتمكنة بحكم تاريخها في هذا المجال، ما يجعل التعاون بينه وبين الأمم المتحدة وغيرها، ضرورة لكل الأطراف.
إن العلاقة المستدامة التي بنيت بين "المركز" ومؤسسات الأمم المتحدة، ستدفع مشاريع الإغاثة المختلفة إلى الأمام، خصوصا في هذه المرحلة التي تشهد حروبا واضطرابات ومشكلات مختلفة. وهذا ما دفع مكتب الأمم المتحدة إلى تنسيق الشؤون الإنسانية للتأكيد على أن "المركز" هو شريك استراتيجي مع المنظمات التابعة للمنظمة الدولية، لأنه ببساطة – حسب مكتب الأمم المتحدة ـــ يتبوأ مكانة عالمية مرموقة في كل مجالات اختصاصه. لا شك في أن النجاح الذي حققه "مركز الملك سلمان للإغاثة"، مستمد من النجاح الذي تحققه السياسة السعودية حيال مختلف القضايا المطروحة، ولا سيما على الساحة الإقليمية. في الوقت الذي تقف هذه السياسة إلى جانب الشعوب المظلومة على الصعيد السياسي، تقف أيضا إلى جانبها على الساحة الإغاثية.
ولقد نجحت المملكة في منع تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن ودعت إلى حقن الدماء وإنهاء حالة الانقسامات الحادة والوصول إلى ميثاق تعايش سلمي بين الأطياف السياسية والعودة إلى الاستقرار السياسي والأمني ثم إعادة البناء بدعم من المملكة ودول التحالف وأهمها دول مجلس التعاون الخليجي التي هي الأحرص على اليمن وشعبه وهويته ومستقبله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي