رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإرهاب بين «داعش» وغيره

لاجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، دلالات عديدة، لعل أهمها تصعيد العمليات العسكرية ضد هذا التنظيم الإجرامي، وارتفاع مستوى التنسيق، ليس بين بلدان التحالف فحسب، بل مع بعض البلدان الأخرى خارج التحالف، مما يمنح الحرب على "داعش" مزيدا من الدعم والتأييد على الساحة الدولية. وعلى الأرض، يتقهقر "داعش" تحت ضربات التحالف في المناطق التي سيطر عليها سابقا، ضمن نطاق سورية والعراق، وبات يخسر مزيدا من المواقع في هذين البلدين، في الطريق للقضاء عليه تماما. لقد أصر المجتمع الدولي على أهمية التخلص من هذا التنظيم بأسرع وقت ممكن، لأن آثاره الإجرامية لم تنحصر في المناطق التي تمكن من السيطرة عليها سابقا، بل تعدها إلى خارجها.
ولأن المملكة تتصدر البلدان التي وقفت ضد "داعش"، فقد جاءت مشاركتها في اجتماع واشنطن محورية، ولا سيما أن السعودية كانت أول البلدان المتحركة ليس فقط ضد هذا التنظيم الإرهابي، بل ضد كل التنظيمات والعصابات المشابهة، بما في ذلك تلك الممولة من النظام الإيراني، الذي يدعم التخريب في أي بقعة يصل إليها من اليمن وحتى سورية والعراق ولبنان والخليج. فـ "داعش"، ليس التنظيم الإجرامي الوحيد في المنطقة، وعلى المجتمع الدولي (الذي يعرف الحقائق) أن يتحرك أيضا ضد جماعات وعصابات مشابهة تعيث في الأرض فسادا وتخريبا واضطرابا. فقبل أيام، أعلنت الأمم المتحدة، أن إيران تمول وتدعم وتمد الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك إرسال مرتزقة إيرانيين إليها.
الاجتماع الثاني لبلدان التحالف ضد "داعش"، يحدد الأطر العامة والخاصة لمواصلة الحرب على التنظيم، ويعزز التزام البلدان المعنية بتحقيق الهدف الأهم؛ وهو تخليص المنطقة من هذه الجماعة الضالة الإرهابية، التي أضرت بالدين الإسلامي الحنيف أكثر من ضررها لأي جهة أخرى. ولأن الأمر بهذا الأهمية، فقد أبدت بعض الدول عزمها على تقديم إسهامات أكبر في الحملة لمحاربة التنظيم المذكور، مع التشديد على مراجعة عمليات التحالف بتفاصيلها، بما في ذلك بالطبع التقارير التي تحدثت عن إصابة مدنيين من جراء عمليات قصف تمت في الأيام القليلة الماضية، فالتحالف أقيم أساسا لحماية المدنيين والمظلومين، وبالتالي لا يمكن أن يستهدفهم بأي حال من الأحوال.
وفي كل الأحوال، هناك الكثير من المخططات الجديدة في الحرب على "داعش"، بما فيها بالطبع العمل على حصره في المناطق التي يوجد فيها، وعدم انتشاره خارجها حتى يتم القضاء نهائيا عليه. ومما لا شك فيه، أن استراتيجية التحالف حتمية في تخليص المنطقة والعالم من هذا التنظيم، لكنها لن تكون كافية، إذا ما بقيت أطراف تخريبية أخرى (وعلى رأسها إيران) تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية المماثلة سواء في سورية أو العراق أو بلدان عربية أخرى. وبعد صدور بيان الأمم المتحدة الأخير حول إيران، بات من الأهمية بمكان، أن تبقى هذه المسألة حاضرة، ليس فقط على صعيد التحالف ضد داعش، بل على ساحة المجتمع الدولي.
ويحمل ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تصورات ومخططات كاملة تعبر عن رؤية المملكة حيال الحرب ضد الإرهاب ككل، الأمر الذي سيسهم في تسريع الخطوات للقضاء على هذه الآفة. لقد رصدت السعودية منذ سنوات مزيدا من الدعم المالي واللوجيستي من أجل تخليص العالم من الإرهاب، وليس فقط من تنظيم كـ "داعش"، سينتهي إن آجلا أو عاجلا إلى الأبد. ولا بد من استثمار الحراك السعودي لحماية العالم من أي مخاطر إرهابية وغير إرهابية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي