«الانقلابيون» يعطلون مفاوضات الكويت
مجددا يعطل وفد الانقلابيين مفاوضات السلام مع وفد الشرعية اليمني في الكويت وحتى لا تكون هذه هي الفرصة الأخيرة كما يخشى الكثير وخصوصا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي أوضح أن الجولة الجديدة من مشاورات السلام اليمنية في الكويت ستستمر أسبوعين.
لقد أصبح واضحا أن القرار ليس بيد وفد الانقلابيين والرئيس المخلوع بل هناك أجندة دولية وإقليمية يتم تنفيذها لحساب دول أخرى عملت ولا تزال تعمل لحسابها من أجل زعزعة الأمن والاستقرار السياسي في دول المنطقة ومنها اليمن، حيث هناك استحقاقات عدة ويجب على وفد الحوثي ومن معه إبراز حسن النية والمصداقية والحرص على المصلحة الوطنية والعمل للبناء على الأرضية المشتركة الصلبة وعلى مقررات الفترة الماضية ومنجزاتها من أجل كسب ثقة اليمنيين.
إن المطلوب من المبعوث الأممي بذل جهود أكثر لضمان الأمن والاستقرار في اليمن ولقد خاطب المبعوث الأممي ممثلي وفدي الحكومة الشرعية والانقلاب ولفت انتباه الأطراف اليمنية المتفاوضة إلى أن وقت القرارات الحاسمة قد حان، وأن تلك القرارات سترتكز بشكل رئيس على قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
في حالة تعنت وفد الانقلابيين فإنهم لن يكونوا جزءا من حل سياسي، أو حتى هدنة إنسانية تمنح فرصة للملمة جراح ضحاياهم. فالحملة العربية السامية ضدهم ماضية قدما حتى تحقيق أهدافها، وهي في اتجاه صنعاء التي تشهد منذ أيام تصعيدا واضحا من جانب التحالف والقوى الوطنية اليمنية، التي تقاتل دفاعا عن الوطن، ليس كعصابات الحوثيين الشيعة ومرتزقة المخلوع صالح، التي تقاتل لحساب إيران، ومن يرغب في تخريب الوطن بأكمله، وتنفيذ أجندات مروعة، تستهدف الحاضر والمستقبل. وأول ما طرحته الحكومة الشرعية في اجتماعها أساسيات تتمحور بين أولويات العمل، وفي مقدمتها استتباب الأمن، واستكمال معالجة الجرحى واستمرار جهود الإغاثة وإعادة الإعمار. إنها ملفات وطنية إنسانية يمنية حقيقية.
إن المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لن تفرط في اليمن ولن تقبل أن يكون ساحة تلعب فيها إيران ومن يتبنى أجندتها الطائفية والمذهبية لتأجيج فتن وإيجاد صراعات مستقبلية فهذا لن يكون ولن تسمح به دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وآثاره المدمرة التي امتدت إلى دول الجوار. لذا فإن القضاء على الخطر المستقبلي قد يكون حافزا لتحرك جديد ينهي الأزمة اليمنية بدءا من صنعاء ولن يكون فيه مكان للخونة وأعداء الأمة.