رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإعلام والانقلاب

تسارعت وسائل الإعلام العالمية والعربية لتقديم مستجدات المحاولة الانقلابية في تركيا. كل قناة أظهرت توجهاتها مبكرا، طبعا السياسيون لم تكن لهم تصريحات واضحة يمكن أن نفهم منها مواقفهم، لكن التحليل الدقيق لما يقال يمكن أن يوضح موقف كل دولة من ذلك الانقلاب.
أعود لوسائل الإعلام التي كانت منحازة بشكل واضح واختارت من يمثل وجهة نظرها ليعبر عن تبعات ونتائج المحاولة الانقلابية. ندر أن نشاهد تغطية محايدة يمكن أن يتعرف منها المتابع على الحقائق، حتى أن بعض القنوات كانت تنشر معلومات غير صحيحة وتنسبها لمصادر هنا أو هناك.
تلك المشكلة التي تسببت فيها العلاقة المتأزمة بين الحزب الحاكم في تركيا وأغلب الأنظمة سواء في الغرب أو الشرق. حزب العدالة والتنمية يحاول أن يحقق مركزا مستقلا وقرارا مؤثرا في السياسة العالمية، هذا يجعله مع موقعه الجغرافي المهم جدا في إطار الاهتمام الدقيق لكل الدول الكبرى.
ثم إن التطورات السريعة التي سبقت هذه المحاولة سواء على محور العلاقة مع روسيا أو مع إسرائيل أو مع حلف الناتو، وضعت الكثير من الدول على الطرف المعادي للسياسة التركية والحزب الحاكم. الواضح أن هناك كثيرا من توطئات هذه المحاولة وأن كثيرا من القنوات لم تكن بمستوى الحدث والتنبؤ به.
إلا أن الواضح أن عددا من الدول كان لديها شك في حدوث أمر في تركيا، هذه الدول بدأت التحذير من السفر إلى تركيا، بل إن إحدى الدول أغلقت ممثلياتها الدبلوماسية في إسطنبول وأنقرة. إذا فالخطر كان قاب قوسين أو أدنى، ويبدو أن المخابرات كانت أكثر قدرة على اكتشاف الأزمة القادمة من وسائل الإعلام.
إذا فنحن سنعود للصفر فيما يتعلق بمصداقية وسائل الإعلام، ويبدو أن الحاجة ستستمر للبحث عن المعلومات الصادقة. هنا نقف أمام المؤثر الآخر الأهم، وهو وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الوسائل حققت نجاحا باهرا في الأزمة ما جعلها تؤكد أنها هي المصدر الأهم للأخبار من واقع الأرض.
هذه الوسائل مكنت أردوغان من الحديث إلى الشعب التركي ومطالبة الناس بالخروج للشوارع، وهو ما دفع بالناس إلى الشوارع، وجعل حتى أئمة المساجد يطالبون الناس من خلال مكبرات الصوت بالخروج إلى الشوارع ومقاومة الحركة الانقلابية، ليظهر الشعب التركي كأبرز الفاعلين في إفشال الانقلاب.هذا هو التحدي الجديد الذي يواجه الإعلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي