دراسة: 72 % من متسوقي جدة يقصدون المحال التجارية بعد التاسعة
أكدت دراسة حديثة أجرتها الغرفة التجارية في جدة، عدم ملاءمة توجهات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بغلق المحال التجارية عند التاسعة مساء، مع طبيعة السعوديين وأحوالهم، مؤكدة أن 72 في المائة من المتسوقين في المدينة يقصدون المحال التجارية بعد التاسعة، وبالتالي تطبيق القرار يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
وأوضحت الدراسة أن أكثر من 90 في المائة من الحجاج والمعتمرين يمرون عبر مدينة جدة على مدار 24 ساعة، ويحتاجون إلى التسوق في أوقات مختلفة.
من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور محمد سعيد درديري، رئيس لجنة المكاتب الاستشارية في غرفة جدة، أن قرار إغلاق المحال التجارية عند التاسعة مساء أخذ جدلا كبيرا خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن فارق التوقيت بين مدن المملكة قد يؤثر في تنفيذ القرار.
وذكر أن دراسة ميدانية أجرتها غرفة جدة قبل مدة قصيرة أشارت إلى أن معظم المواطنين يذهبون للشراء خلال الساعتين 8 - 10 مساء، وبالتالي معدلات شراء الفرد تزداد في المساء، لافتا إلى أن فارق التوقيت يقلل من فرصة المنطقة الغربية التي يتأخر فيها أذان المغرب مقارنة بمدينة الرياض لأكثر من ساعة.
وأكد درديري أن إغلاق المحال عند التاسعة لا يخفض استهلاك الكهرباء كما يظن البعض، إذ إن ما سيتم توفيره من القطاع التجاري سيتم استنزافه من القطاع السكني نتيجة بقاء السكان في بيوتهم، كما أن القرار لن يسهم في خفض الحركة المرورية، حيث إن الناس سيتكدسون في الشوارع للحاق بالمحال قبل إغلاقها وكذلك لتمضية باقي ساعات الليل على الكورنيش والمقاهي والمطاعم التي ستكون الرابح الأكبر من القرار.
وانتقد درديري دراسات وقرارات وزارة العمل التي تستند على الدراسات المكتبية بعيدا عن الدراسات الميدانية والواقع الحقيقي لسوق العمل، مبينا أن اتخاذ القرارات العامة دون الأخذ في الاعتبار طبيعة المنطقة يؤدي لفشلها كمحصلة نهائية.
وأشار إلى ضرورة إشراك المحافظات وإمارات المناطق في مثل هذه القرارات؛ إذ إن كل منطقة تختلف عن الأخرى من حيث الطبيعة البيئية والمناخية وكذلك فرق التوقيت وفرق طبيعة العمل الاقتصادي في كل منطقة، واختلاف الأنظمة.
بدوره، أوضح لـ"الاقتصادية" عبد الرحمن العطيشان، رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية، أن القرار في مجمله يحمل الكثير من الإيجابيات؛ إذ إن وزارة العمل تسعى من خلال القرار إلى زيادة نسبة التوطين في قطاع التجزئة، وتذليل بعض العقبات التي تعوق دخول الشباب السعودي إلى القطاع بسبب طول ساعات العمل في القطاع حاليا.
وذكر أن القرار فيما لو طبق يأتي بمثابة تصحيح لجملة من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة، التي لم يتعود عليها الفرد السعودي قبل 25 سنة مضت، إذ كان الفرد السعودي يقوم في وقت مبكر للذهاب إلى المحال والأسواق سواء كان تاجرا أم مشتريا لقضاء حوائجه وطلبا للرزق، وتغير هذه العادات السليمة أدى إلى خمول الفرد السعودي وقلة إنتاجيته ومساهمته في الناتج الوطني، ودفعه لاستقدام العمالة الوافدة لتتولى المهام التي كان يقوم بها في السابق.
وقال العطيشان إن جميع دول العالم تبدأ محال التجزئة فيها من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، والسعودية ليست بمعزل عن العالم حتى تستحدث وضعا خاصا بها، وهو في الحقيقة غير صحي.
وأوضح أن فتح المحال لمدة 12 ساعة في اليوم يعد وقتا كافيا جدا لعملية البيع والشراء، وسيستفيد منه العاملون في القطاع بالحصول على أجرة ساعات إضافية، خصوصا إذا ظلت تلك المحال مفتوحة خلال الظهر دون إغلاق، مشيرا إلى أن القرار قد لا يكون ملائما للمنطقة الغربية بسبب طبيعة المجتمع وزيارة المعتمرين والحجاج لها، إلا أن الآثار السلبية وإن وجدت لن تكون إلا على المدى القصير فقط.
ورفض العطيشان استثناء أي من مدن المملكة من تطبيق القرار، مشددا على إعطاء المحال التي سيتم تطبيق القرار عليها الوقت الكافي قبل بدء تطبيقه، حتى تتمكن من إنهاء الترتيبات اللازمة لذلك.