رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مقابر شهية

عكس كل المقابر.. منظرها مبهج لن ترى فيها دمعة مسكوبة ولا دعاء يردد، حتى إن كان بامكان زائرها إعادة الحياة والروح لساكنيها؟!
والأغرب أنك لن تجد فيها جثة لبشر أو لحيوان أو طير، كل ما ستجده عند تذكار الموتى نسمات وذكرى لطعم قد تكون تذوقته في زمن ما أو يحمل شاهد القبر وصفته، بحيث يكون لديك رغبة شديدة في إعادة ميتك!
إنها مقبرة الآيس كريم … نعم مقبرة آيس كريم أسسها صاحبا مصنع الآيس كريم الشهير (بن آند جيري)، بعد أن لاحظا عزوف الناس عن بعض نكهات الآيس كريم، أو التي كانت مشهورة قديما وقل الطلب عليها، فتم إنشاء المقبرة في مكان مميز بالقرب من مصنع الآيس كريم ووضع داخلها عدد كبير من الشواهد، بحيث تدفن فيها نكهات الآيس كريم التي تم صنعها في وقت معين ولم تلق قبولا جيدا من الأشخاص، أو انخفضت الشعبية التي كانت تتمتع بها النكهة ولم تعد تطلب، فيعمل لكل نكهة شاهد خاص بها في المقبرة يكتب عليه تاريخ إنتاج النكهة والتاريخ الذي توقف فيه الأشخاص عن طلبها، كما يدون عليه وصف لطعم ومكونات النكهة والصورة الخاصة بها.
وتحولت مع الوقت إلى مزار يقصده السياح في ولاية فيرمون الأمريكية، يسمح للزائر بالتجول فيها وإعادة النكهة التي يريدها للحياة لو تم طلبها من قبل عدد من الأشخاص!
كتب على تذكار الموتى الخاص بنكهة الشوكولاتة التي توقف الناس عن طلبها عام 1999 "كانت نكهة يمكن الحصول عليها في أثناء الاسترخاء على كرسي مريح، ويمكن الحصول عليها في كل ليلة، لكن استثناؤها من حميات الدهون القليلة كان ذنبها".
وشاهد آخر لنكهة أطلق عليها "أزمة اقتصادية" صنعت خصيصا لإحياء ذكرى سقوط سوق الأسهم في السادس من نوفمبر عام 1987 مكونة من الهريسة اللذيذة!
والأمر الغريب الذي لا يعلمه الكثير، أن أحد مؤسسي آيس كريم بن آند جيري "بن كوهن" لا يمتلك القدرة على شم الأشياء لإصابته بمرض أنسوميا وهو مرض يصيب الجيوب الأنفية فيفقد صاحبه حاسة الشم، إذ لم تمنعه إصابته من أن يكون مؤسسا لإحدى أشهر ماركات الآيس كريم في العالم، المتخصصة في صناعة وابتكار النكهات. يقول كوهن عن نفسه: "بالرغم من فقداني الإحساس بالروائح من حولي، إلا أن لدي حاسة تذوق قوية جدا"، ساعدته هو وشريكه على تنمية وتخطي العقبات التي واجهت مشروعهما، إضافة إلى ذكائهما التجاري وقدرتهما على ابتكار كل ما هو غريب، وعلى رأس ذلك مقبرتهما الفريدة من نوعها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي