رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


دواعش اللحظة الأخيرة

من الواضح أن العالم اليوم في مواجهة ظاهرة دواعش اللحظة الأخيرة. هذه الكائنات المريضة، اعتادت في حياتها السابقة على ممارسة كل فعل أثيم ـ كما هو حال وسيرة منفذ عملية نيس الإرهابية ـ ثم بعد ذلك تراه بين ليلة وضحاها قد أصبح داعشيا، يكمل فعله الأثيم بعد إسباغ عباءة الدين عليه، فيقوم بإيذاء مجتمعه ونفسه، والإمعان في تشويه الدين الإسلامي السمح والإساءة للمسلمين.
دواعش اللحظة الأخيرة، يعتدون على أب وأم، ويغتالون قريبا، ويندفعون للتفجير في أطهر بقاع الأرض، وفي بيوت الله، ولا يترددون في سفك الدماء والتفنن في وسائل القتل والإيذاء.
كنت خلالها ولا أزال أتساءل: كيف تهون الحياة على إنسان، فيقرر أن يقتل نفسه، بارتداء حزام ناسف، وإزهاق روحه وأرواح الأبرياء من حوله؟
ثم جاءت حادثة نيس لتضيف نمطا جديدا من أنماط القتل. ولتقدم صورة تتسق مع صور إرهابيين آخرين ظهروا في الآونة الأخيرة: حياة عبثية، تتسم باللامبالاة، وارتكاب المحرمات وتعاطي المخدرات، ... ثم في غضون أيام تتبدل الصورة، وتبدأ مرحلة الخروج من هذه الشرنقة، إلى الانغماس في الإرهاب والإجرام المؤذي للآخر.
علينا أن لا ننسى أن زعيم عصابة الدواعش المدعو أبو بكر البغدادي، كان ولا يزال يعيش نفس التناقضات. فهو بين حياتين، الأولى يكتنفها الغموض والشذوذ، والثانية يتكرس فيها نفس الغموض والشذوذ مع عباءة دينية مزعومة تضفي عليه مظهرا، يتفق الوجدان الجمعي النمطي للقطيع الساذج، على التعاطف معه. فهو الشخص ذاته الذي اعتلى منبر الخطبة، داعيا الناس للزهد، وفي معصمه ساعة باهظة الثمن.
إن حال دواعش اللحظة الأخيرة، يمثل ظاهرة تستحق الدرس، ويؤكد الإفلاس، وانكشاف المضمون العفن، لهذا التنظيم المجرم، وقرب اندحاره.
ومرة أخرى: لا يتسق أبدا التدين ولا الإنسانية مع الجرأة على قتل الأم، أو تدنيس مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترويع المصلين في المسجد النبوي.
نمط الدواعش الجدد، المنغمسين في الفجور والمعاصي، ينسجم مع تاريخ أبو بكر البغدادي، ومسيرته التي تجمع بين الانحراف والانتهازية والمتاجرة بالدين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي