رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


إهمال ومجاهرة

لعل أهم إشكالات المجتمع السعودي تأتي من حالة عدم الاهتمام التي تنتشر بين كثير من أبناء ومكونات المجتمع. حالة نراها في كل مكان، ونعانيها ولكننا نمارسها عندما نكون نحن مطالبين بالاهتمام. عندما يراقب الواحد منا وضع الكثير ممن حوله تجاه قضية مثل حماية البيئة أو النظافة أو العناية بالممتلكات العامة أو حتى الاهتمام بجدولة الحياة اليومية والعناية بالأطفال والتعليم، نجد كما من التراخي لم يكن موجودا في سنين سبقت.
يلاحظ الأغلبية أن كبار السن أكثر حرصا واهتماما بمختلف المكونات التي تهمهم أو تخص المجتمع الذي يعيشون فيه. قد يقول قائل إنها بسبب الفراغ، وقد يرى آخر أنها ناتجة عن التربية التي تلقوها في صغرهم، لكن الواضح أن الأمرين مترابطان، وهذا ما يمكن أن يفسر الكثير من الحرص الذي يرى البعض المبالغة فيه.
لكن على قول المثل الشعبي "اللي تقرصه الحية يخاف من الحبل"، أظن أن أغلب الكبار يعرفون معنى خسارة الأمن والرفاهية ومقدرات الأبناء والبنات بسبب الخبرة التي كونت شخصياتهم، لذلك لا تستغرب أن تجد كبار السن يتحدثون عن الدور الاجتماعي ويستنكرون السلوكيات المسيئة للمجتمع والبيئة.
دفعني لهذه المقدمة ما يردني من مقترحات للمقالات التي أكتبها، فأغلب المواضيع التي يقترحها الشباب ومتوسطو العمر تتركز على الخدمات الحكومية والمطالبة بالمزيد من الشفافية والنزاهة. بينما يتحدث كبار السن عن دورنا في تحسين البيئة والأخطاء التي يشاهدونها من مختلف الفئات التي تحظى بدعم أو ميزانيات من الدولة.
تحدث أحدهم عن العناية بالحدائق وضرورة الالتزام بالنظافة والمحافظة على المرافق فيها، وذكر آخر قضية تتعلق بالليموزين وعدم الاهتمام بمتطلبات المواطن واستغلال البعض العمل في المجال لممارسة أعمال تؤثر في أمن البلاد أو تعرض سلامة أفراده للخطر خصوصا النساء.
ثم إن أحدهم شكا لي من منظر يشاهده باستمرار من قبل عمال نظافة الشركات التي تتولى جمع النفايات ونقلها بعيدا عن المناطق السكنية، يذكر لي الرجل أن العمال يقومون بتفريغ البراميل ويجمعون الكراتين ليبيعوها، ثم يرمون ما تبقى من النفايات حول البراميل إلا كما بسيطا.
يسهم عمل كهذا في نشر الأمراض والتأثير على البيئة في الاستخدام غير الصحي لتلك الكراتين وانتشار الحشرات في أحياء المدينة، كل هذا يحدث وأعين المراقب مغلقة أو غائبة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي