النعمة المهدرة

كتبت بالأمس عن عدد من القضايا التي يعانيها مجتمعنا في مجال حفظ النعم والمؤثرات التي تدفع باتجاه العمل على تشجيع أعمال جمعيات حفظ النعمة وتشجيعها لتكون رائدة في مجالها ومساهمة في حفظ النعم وحمايتنا من انتقام إلهي قد يأتي بسبب كم الهدر غير المعقول الذي نشاهده، -لا قدر الله.
يجب أن تنتشر جمعيات حفظ النعمة وتطور آلياتها ويسهم فيها أكبر عدد ممكن من الشباب والكبار، وتهتم بدعمها الأسر والقبائل والأحياء لتكون وسيلة مضمونة للصرف على المحتاجين. مهم أن تتبادل هذه الجمعيات خبراتها وتحدد لها معايير عالية للوصول إليها، وتقرر لها وزارة الشؤون الاجتماعية وسائل للتقويم ومنابر للتعليم والتطوير والبحث لتحقق أهدافها وتكون رائدة في مجالها.
دعم هذه الجمعيات مسؤولية اجتماعية لوجهاء المجتمع من خلال وسائل عديدة أبسطها دعوتها للحضور متى ما أقام أي مسؤول أو رمز من رموز المجتمع حفلا أو حتى وليمة عادية، ليكون بمنزلة التشجيع للآخرين للسير في الركب نفسه.
يمكن أن ينشئ الوجهاء هذه الجمعيات ويسهموا في أعمالها بشكل مباشر، وبهذه الطريقة يتحمس الآخرون للمشاركة في أعمال هذه الجمعيات فتنتشر لتؤدي أغراضها الدينية والاجتماعية والإنسانية. كما يمكن أن يسهم كبار التجار والأثرياء بمبالغ مالية ومساهمات عينية لتوفير احتياجات الجمعيات.
لكم أن تتخيلوا تحول المجتمع إلى وحدة متكاملة هدفها حفظ النعمة وإيصال فوائض الطعام للمحتاجين، كم من الأسر ستستفيد، علما بأن هذا ليس المجال الوحيد الذي يمكن أن تعمل فيه هذه الجمعيات.
إن الفوائض التي تنتج عن أعمال المطاعم -على سبيل المثال- يمكن أن تكون مصدرا مستمرا لهذه الجمعيات، وهذا يذكرنا بأهمية رصد كيفية تعامل هذه المطاعم مع فوائض الطعام وطرق تصريفها التي لا تعدو في أغلب الحالات اليوم الكب في النفايات. رصد التعامل مع فوائض طعام المطاعم يمكن أن يكون جزءا من أعمال هذه الجمعيات.
يمكن أن تقوم الجمعيات بدور مهم فيما يتعلق بصالات الأفراح والاستراحات، من خلال التعاقد مع هذه الصالات على تسلم كل الفوائض وترتيبها وتوزيعها، وما على أصحاب الحفل وملاك الصالة سوى التواصل مع الجمعية عندما تكون هناك وليمة لتتولى الجمعية التصرف في الفوائض.
يمكن أن تبلغ الجمعيات المواقع التي لا تتعاون معها، ما يؤدي إلى عقوبات تضمن بقاء الجميع مشاركين في حفظ النعمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي