جنود الظل الفرنسيون يستعدون لمهماتهم الاستخباراتية في العالم

جنود الظل الفرنسيون يستعدون لمهماتهم الاستخباراتية في العالم

يرصد جنود فرنسيون منذ نحو اسبوع تقريبا تحركات العدو المفترض من موقعهم في حفرة داخل موقع تدريب في الاراضي الفرنسية.
اما في الواقع فمن المفترض بهم ان يتسللوا الى ما وراء خطوط العدو في منطقة الساحل الافريقي مثلا، وعليهم في هذه الحالة الاختباء في الرمال بدلا من هذه الغابة الفرنسية.
هؤلاء العسكريون الذين يعملون في الاستخبارات هم فرسان الفوج الثاني في منطقة هاغونو الفرنسية (شرق) الذي سيشارك الخميس في باريس، في العرض العسكري التقليدي في 14 تموز/يوليو، ذكرى العيد الوطني الفرنسي. وهم باتوا منخرطين مع القوات الخاصة في نزاعات القرن الحادي والعشرين، بدءا بأفغانستان والصحراء وصولا الى سوريا والعراق.

لا تملك فرقة الفرسان الفرنسيين في جبال الفوج حليفا افضل من صمت الغابة. في غضون ساعات، يحفر كيفن الذي يتدرب مع زميليه استعدادا لمهمات استخبارية مستقبلية، حفرة عميقة بما يكفي من اجل ان يكون الوقوف فيها ممكنا، ويعززونها بأخشاب ويغطونها بفروع الاشجار حتى تصبح شبيهة بالنظام البيئي المحيط بها.
وقال كيفن وهو ملازم يبلغ 25 عاما غطى نفسه بزي مموه اخضر "الهدف هو ان نكون قادرين على انجاز مهمتنا من دون ان يدري أحد اننا مررنا من هنا، وان نعود ادراجنا كما جئنا".
اضاف كيفن الذي لا يمكن كشف اسمه بالكامل لأسباب امنية "كان علينا قطع الاخشاب بهدف الحصول على سقف (للحفرة) قوي بما يكفي (...) حتى لا نسحق اذا ما مرت سيارة من فوقنا".

ومن بين جذع شجرة موضوع فوق المخبأ من اجل اخفاء مدخله، يخرج منظار يراقب على مدار الساعة تحركات كل السيارات المارة على الطريق.
ويلتقط الجنود صورا لكل مركبة مشبوهة ويبلغون عنها عبر اللاسلكي زملاءهم المختبئين في مكان ابعد والذين يرسلون المعلومات على الفور الى مقر القيادة.
ولا يخشى الجنود "الجواسيس" سوى من ان يتم اكتشافهم. في هذه الحال، سيكون عليهم الهروب بأسرع ما يكون خشية التعرض لنيران العدو.
وعندما يبدأ السقف النباتي لمخبأهم بالذبول، ينتظرون اخر بصيص من ضوء النهار للخروج وتغطيته بفروع جديدة.

يتناوب الرجال الثلاثة داخل المخبأ على مهمة المراقبة (وقوفا)، ونقل المعلومات عبر اللاسلكي (جلوسا) والراحة (تمددا).
واوضح كيفن "هذا يتطلب جرأة معينة. فنحن لا نغتسل على مدى 12 يوما (مدة التمرين)، ونعيش تحت الارض". ولا تشارك اي امرأة في هذه المهمة.
وهذا تحديدا ما جاء كيفن وزملاؤه يبحثون عنه لدى فوج الفرسان الثاني المتخصص في عمليات التسلل والمراقبة من مسافة بعيدة.

وشدد كيفن على ان "هذا العمل مثير حقا ويتيح التقدم"، فيما قال زميله ايدي (21 عاما) "الكلمة الاساسية بالنسبة الي هي التخفي، أي ان يتم البحث عنك من دون العثور عليك".
خلال عمليات معظم الجيوش الغربية، تساهم الطائرات بلا طيار والمقاتلات وانظمة التنصت وقوات خاصة اخرى في تحديد الواقع الميداني عن قرب.
وتكتسب الاستخبارات اهمية اكثر من اي وقت مضى في الحروب غير المتماثلة الحالية، حيث يكون العدو غالبا بعيد المنال ويفضل شن الاعتداءات بدلا عن خوض قتال عادي.
وقال الملازم العقيد جان هيلير ميلي توناي قائد الفوج الفرنسي "اذا لم يعد هناك جيش امامك، هذا يعني ان الجيش يتموه من اجل اعادة الانتشار".

في اليوم السادس داخل المخبأ، يتلقى كيفن وزملاؤه الامر بالالتحاق بموقع اخر، وهم لا يملكون في الظلام سوى نظارات الرؤية الليلية.
وعلى غرار القوات الخاصة الأخرى يفضلون العمل ليلا من اجل ان يبقوا حذرين ويستفيدوا من عنصر المفاجأة.
ويهمس كيفن بعد خمسة ايام تحت الارض من دون نوم "(...) نشعر بمزيد من الراحة ليلا لأن لدينا الوسائل للعمل، وهي وسائل لا يمتلكها بالضرورة من هم في الجانب الاخر"، في اشارة منه الى العدو.

الأكثر قراءة