رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


في المطار.. معاناة سائق

يتحدث الكاتب عن حياته في العادة، ويميل إلى سرد حكايات يومه إن كان فيها ما يهم القارئ. أمر سأنحو إليه في مقالين أو ثلاثة تتحدث عن قصص السفر في البلاد. لعل السفر واحدة من أهم نقاط التعلم، خصوصا لمن يراقبون السلوك العام ويحاولون أن يربطوه بالمجتمع من نواحي القيم والاهتمامات والمؤثرات التي تدفع باتجاه سلوك معين.
مراقبة الأنماط والسلوكيات تسمح حتى لمن يعملون في مجالات أخرى بأن يتعرفوا على ما يمكن أن ينفعوا به المجتمع أو يستفيدوا منه، لأن الرابط الأهم في سلوكيات الناس يجعلهم منكشفين عندما تتصدر المشهد العفوية والصراحة وعدم الاهتمام بمن يراقب.
أولى تجاربي في رحلة المطار كانت في الطريق السريع. استخدمت سائقي وركبت معه في السيارة التي يعتبرها الجميع "سيارة سائق". السيارات من نوع الفان المتوسط التي تختارها العائلات لسائقيها، هي العلامة الفارقة المهمة التي يتبناها من يتعاملون مع السائق في الطريق.
كنت أعتقد أن السائقين الأجانب عنيفون ولا يهتمون بتعليمات المرور، وشاطرني الرأي كثير ممن كنت أشكو لهم ذلك السلوك المشين، لكن الكثير منهم كانوا يتحدثون عن تبني السائق لثقافة المجتمع الذي يتعامل معه خصوصا في الشوارع التي ينتشر فيها السباق والمضايقات من فئات الشباب خصوصا.
عندما جربت الذهاب مع السائق إلى المطار اكتشفت أن السائق المسكين يتعرض لمضايقات كثيرة، ليست من فئة الشباب فقط، وإنما من أغلب من يستخدمون الطريق. فرغم أن السائق الذي أوصلني كان يقود بطريقة نظامية، كانت أصوات المنبهات تحاصرنا طول الطريق.
كان الشباب والكبار يهاجمون السائق بعنف، ويدخلون عليه بطريقة غير نظامية، ويعاملونه بشكل مخيف، اضطرني أن أطلب منه البقاء في الجانب الأيمن من الطريق، ولكن ذلك لم يفلح في منع من يتجاوزونه من اليمين واليسار وينظرون إليه شذرا، في معركة مزعجة ومتلفة للأعصاب.
تلك كانت أطول رحلة ركبت فيها إلى المطار، وعندما ودعني السائق تمنيت له العودة سالما من كل قلبي. هذا السلوك السيئ يجب أن نتعاون على محاربته، خصوصا أن أغلبنا يأتمنون هؤلاء على أطفالهم ونسائهم. هذا يؤكد أن الدين المعاملة وأن سمعة الوطن وعدد الحوادث تتأثر بهذه المخالفات المريعة والسلوك المخيف والخطر في آن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي