وطننا ...
وطننا....
اسمحوا لي أن يكون مقالي اليوم بوحا عن مشاعر...
مع منتصف شهر رمضان الكريم ولظرف صحي طارئ يصدر توجيه خادم الحرمين الشريفين لوزارة الدفاع والحرس الوطني بالنقل بالإخلاء الطبي والعلاج الفوري بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من الطلب.
ومع أول أيام العيد المبارك رسالة تهنئة (تقبل الله منا ومنكم.. وعيدكم مبارك، أخوكم، محمد بن نايف بن عبدالعزيز) وقبل ذلك في أول الشهر ومع زحمة الموجودين للمباركة بالشهر الكريم، الأمير المشرق سعود بن نايف.. شفاعتك مستجابة..
مع توالي أخبار العمل الإرهابي الذي استهدف "مسجد الفرج" في القطيف ذلك المسجد الذي صليت فيه أول مرة جماعة مرافقا لجدي عبدالله بن منصور رحمه الله، وكنت أستبق الجموع لأفرش سجادة الصلاة يوم الجمعة لوالدي أطال الله في عمره بإمامة الراحل الشيخ فرج العمران الذي تتلمذ على يد كثير من المشايخ وعلى رأسهم العلامة الحجة الشيخ علي الجشي آخر المراجع الشيعية في القطيف، انتابتني مشاعر متضاربة من الخوف والألم.
وبعد لحظات من إرهاب القطيف تتوالى الأخبار الفاجعة بعمل إرهابي يستهدف مسجد شفيعنا ونبينا محمد عليه وآله وصحبه السلام، أي دين؟ أي إيمان؟ ذلك...
قبل سنوات وبعد بدء "الخريف العربي" سألني مذيع الـ "بي بي سي" عن الأحداث ووضع الشيعة في المملكة وإجابتي له كانت أبواب قيادتنا مفتوحة وبإمكاننا التوجه لهم مباشرة بكل التحديات أو المصاعب التي تواجهنا وأن الحل داخل وطننا مع قيادتنا.
إخواني وأبنائي وأهلي مع كل الظروف التي عايشها ويعايشها عالمنا العربي ونعيشها اليوم أود أن أقول باختصار وطننا خط أحمر.. لا تعطوا الفرصة لأي من كان الاقتراب منه أو المساس به ولنكن جميعا يدا واحدة في وجه كل من استهدفنا ويستهدفنا كوطن ومواطنين ونضع يدنا بيد قيادتنا حفاظا عليه وأذكر نفسي وأذكركم بشعر المرحوم عبدالله الجشي:
«يا صاحبي كم في النشيج هوى
ومشاعر تنساب في وفدِ
لا تعجبنّ لأنني ولهٌ
بالأرض والإنسان والحمدِ
حبي لذي الشطآن أرضعني
إياه نهدُ الأم في مهدي
هذا الأديم أشم فيه شذى
أبيَ الحبيب وقبله جدي
عاشت به أسمى مفاخرنا
من عهد (عبد القيس) والأزدِ».