رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


بعض المؤشرات على تعافي النفط الصخري

الارتفاع الأخير في أسعار النفط إلى 50 دولارا للبرميل لم يحفز معظم منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى إحداث تغيير كبير في خططهم الاستثمارية لهذا العام، ولكن استجابة قطاع النفط الصخري عند هذا المستوى من الأسعار تستحق المراقبة الدقيقة. و"أوبك" على حق في مراقبة التطورات في هذا المصدر من كثب، حيث يلعب النفط الصخري الآن دور "المنتج المتأرجح" لأسواق النفط، أي من يزيد الإنتاج عند ارتفاع الطلب في الأسواق العالمية ويقلصه حين ينكمش.
ولكن استنباط استنتاجات مؤكدة حول قطاع مثل النفط الصخري الذي يعتمد على نشاط مئات من شركات النفط المستقلة ليس بالأمر الهين ومحفوف بالمخاطر. وعلى الرغم من أن أسعار نفط في حدود 50 دولارا للبرميل لن تطلق العنان لموجة جديدة من عمليات الحفر، إلا أن ثبات الأسعار حول هذه المستويات لمدة طويلة قد يؤدي على المدى القريب إلى تحفيز المزيد من عمليات الإكمال للآبار التي تم حفرها ولكن غير مكملة، وربما يتباطأ الانخفاض في إنتاج الولايات المتحدة.
على الرغم من استمرار معاناة الشركات ضغوط انعدام أو قلة الأرباح والسيولة، كما يتضح من استمرار ارتفاع معدلات إعلان الإفلاس، إلا أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة يشعرون براحة أكبر في الوقت الحاضر مما كان عليه في الربع الأول من العام، عندما انخفضت أسعار النفط إلى ما دون 30 دولارا للبرميل. عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة لا يزال منخفضا جدا عند 328 ـــ انخفاضا من نحو 1400 منصة في أوائل عام 2015 ــــ لكنها أظهرت زيادات متواضعة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ويعتقد كثير من المحللين أن الربع الثالث سيكون نقطة تحول لانخفاض نشاط الحفر في تشكيلات النفط الصخري.
إن انخفاض تكاليف الخدمات الهندسية وزيادة إنتاجية الآبار، وتركيز الحفر فقط في تشكيلات النفط الصخري العالية الجودة، أعطت أسعار النفط عند 50 دولارا للبرميل بعض المتنفس لمنتجي النفط الصخري في شكل تدفقات نقدية أعلى من المخطط. إصلاح الموازنة العمومية للشركات يبقى أولوية بالنسبة للتدفقات النقدية الإضافية، ولكن استكمال الآبار المحفورة غير المكملة يوفر خيارا أفضل على المدى القريب لعودة النشاط الطبيعي للنفط الصخري ـــ أي النمو.
لقد تضاءل الحافز بشكل كبير لتأجيل إكمال الآبار المحفورة غير المكملة في ظل أسواق النفط الحالية. حيث إن أسعار الخدمات الهندسية قد وصلت إلى أدنى مستوياتها ومنحنى الأسعار المستقبلية قد تسطح ــــ ما يعني ليس هناك سبب وجيه يستدعي شركات النفط إلى الاعتقاد بأنها ستحصل على عائد أفضل بكثير عند إكمال هذه الآبار في المستقبل مما هو عليه اليوم عند أسعار قرب 50 دولارا للبرميل. في الواقع القدرة الإنتاجية للآبار غير المكملة هي موضوع نقاش وبحث كبير، حيث يعتقد البعض أن بإمكانها أن تضيف نحو مليون برميل في اليوم في النصف الثاني من العام.
يتوقع معظم المحللين أن إجمالي عدد الآبار غير المكملة يصل إلى نحو أربعة آلاف بئر، لكن هذا الرقم يشمل أيضا آبار الغاز الطبيعي ويتجاهل حقيقة أن طبيعة العمل في تشكيلات الصخر الزيتي تتضمن دائما عددا كبيرا من الآبار غير المكملة نظرا للفارق الزمني ــــ الذي يراوح بصورة عامة ما بين ستة إلى تسعة أشهر ـــ بين عمليات الحفر وإكمال الآبار. في هذا الجانب تتوقع مؤسسة أبحاث الطاقة IHS، أن عدد الآبار التي تركت عمدا من غير إكمال بسبب انخفاض الأسعار هو أقرب إلى 1800 ـــ 2000 بئر، وتتوقع أن يتم إكمال معظم هذه الآبار بحلول منتصف إلى نهاية عام 2017. وشركات النفط المستقلة الكبيرة من بين تلك التي تخطط لاستكمال الآبار غير مكملة عند أسعار 50 دولارا للبرميل. من جانب آخر يقول بنك الاستثمار سيتي جروب، إن عملية إكمال الآبار التي بدأت في أيار (مايو) يمكن أن تضيف نحو مليون برميل في اليوم تحت أفضل السيناريوهات، على افتراض معدلات إنتاج أولية قوية عند نحو ألف برميل في اليوم للبئر، ولكن عند معدلات إنتاج أولية قرب 600 برميل في اليوم للبئر يمكن أن تضيف نحو 600 ألف برميل في اليوم على مدى ستة أشهر.
التنبؤ بحجم الإنتاج الذي يمكن أن تضيفه الآبار غير المكملة هو عملية صعبة، ولكن إكمال هذه الآبار لن يكون بمفرده كافيا لعكس إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. من أجل عودة نمط النمو من جديد لهذه التشكيلات، هناك حاجة إلى زيادة كبيرة في نشاط الحفر، الذي يمكن أن يحدث في الربع الرابع من هذا العام أو أوائل 2017 إذا استقرت أسعار النفط أو ارتفعت وعادت المصارف إلى ضخ رؤوس الأموال.
وتقول مؤسسة أبحاث الطاقة IHS إن سرعة إكمال الآبار المتروكة يمكن أن يحدد ما إذا كان إنتاج الولايات المتحدة سينخفض شهريا بمعدل 50 أو 20 ألف برميل في اليوم، لكن هذا ليس المحدد الرئيس. الموضوع الأكثر حيوية هو توافر رأس المال للتحفيز على مزيد من نشاط الحفر وإكمال الآبار، التي قد تؤدي إلى إعادة النمو إلى إنتاج الولايات المتحدة مرة أخرى في عام 2017، بعد أن يصل إلى القاع عند 8.5 مليون برميل في اليوم في نهاية عام 2016.
الثقة بالأسواق آخذة في التحسن حيث إن مؤشر ناسداك للاستكشاف والإنتاج ارتفع تقريبا بنحو 80 في المائة منذ أواخر شهر شباط (فبراير)، على الرغم من أن معظم الشركات المستقلة قد استنفدت بالفعل صبر المساهمين الاكتتاب الثانوي. أسواق الدين ذات العائد المرتفع متاحة في الوقت الحاضر فقط إلى الشركات التي تمتلك تصنيفا عاليا، ولكن هذه الأسواق يمكن أن تصبح خيارا أيضا للشركات الأقل تصنيفا في ظل استقرار أسعار النفط بين 55 و 60 دولارا للبرميل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي