«تعويذة داعش» «2»
في مقالي السابق حدثتكم عن بعض الأساليب الافتراضية التي تستخدمها داعش للسيطرة على عقول شبابنا، وهي جميعها افتراضات شخصية قائمة على تتبع الظواهر الاجتماعية التي أفرزتها داعش، وكتبت أنه من ضمن هذه الفرضيات استخدام البرمجة اللغوية العصبية والإيحاء النفسي.
الفرضية الثالثة استغلال الألعاب الإلكترونية كوسيط لنشر ثقافة العنف وأداة لتنفيذ أهدافهم وهذا يتم عبر وقت طويل ربما يمتد إلى أشهر ويكون بشكل تدريجي تستدرج فيه الضحية من خلال إقامة صداقات أثناء اللعب الإلكتروني يتم من خلالها زرع المعتقدات والأفكار المنحرفة وتكرارها بطرح الأسئلة وإثارة التساؤلات الشيطانية حتى يتم الإيمان بها من قبل الضحية، ليكون جاهزا لأي عملية بشعة يتم الطلب منه تنفيذها!
الفرضية الرابعة السيطرة على عقول شبابنا من خلال تسخير وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة "تويتر" كقاعدة انطلاق لبث معتقداتهم المنحرفة والتخفي وراء أسماء مستعارة، وغالبا كتاباتهم تدور حول تكفير الدولة ووصفها بالليبرالية وعميلة أمريكا والغرب، وتكفير رجال الدين وخاصة هيئة العلماء ووصفهم بعلماء السلطان والتقليل من احترامهم وهيبتهم، وتحريض الرأي العام على الحكومة وتضخيم الأخطاء التي تقع لدفع المواطن بالإحساس بالقهر والظلم، والتركيز على السلبيات التي يعانيها الشباب كالبطالة والظروف المادية وأزمة السكن وغيرها، ثم غرس أهمية الجهاد و"الأحزمة الناسفة" في نفوس الشباب بغض النظر عن الضحايا الموحدين لله مهما كانت درجة قرابتهم. في المقابل يربطون هذا الشاب الضحية بهدف أسمى وهو الجنة والحور العين التي تنتظره على أبوابها إن هو استشهد وهذا يذكرنا بحسن الصباح زعيم طائفة الحشاشين حين كان يسخر عقول الشباب لتنفيذ الاغتيالات من خلال جعلهم مدمنين على الحشيش فيبدأ بالإيحاء لهم بأن ما يقومون فيه بالتضحية بأنفسهم سيكون طريقهم نحو الجنة ورغم فساد عقيدته وأكاذيبه إلا أن هؤلاء السذج صدقوه وقاموا بسلسلة اغتيالات كما حدثتنا كتب التاريخ!
مهما تعددت الافتراضات إلا أننا يجب أن نأخذها كلها في عين الاعتبار والجدية، لأننا ببساطة إن أدركنا كيف تفكر وتسيطر داعش على عقول شبابنا فسندرك كيف نحمي عقولهم ونكشف لهم زيف أفكارها المنحرفة التي لا تقيم وزنا للدين والأخلاق والإنسانية!
ـــ مهما كان وميض النور الذي نراه في نهاية النفق ضعيفا إلا أننا يجب أن نؤمن به ونسير نحوه ونحن نحمل قناديل الأمل وحسن الظن بالله أن شبابنا سيتحررون من شباك داعش وسيكتشفون فساد عقيدتها ومخططاتها!
وخزة
مهما كان خلافك مع ابنك فلا تبتعد عنه .. فربما عين القناص ترقبه!