«نبراس» .. عام من التكامل والفاعلية والجودة في مكافحة المخدرات
منذ أكثر من عام أطلق الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" بهدف تنسيق مختلف الجهود الوطنية، لتحقيق التكامل والفاعلية والجودة في أعمال الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأنهت وزارة الداخلية ممثلة في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع شركة الصناعات الأساسية "سابك" المرحلة الأولى من المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس"، الهادف إلى التنسيق مع مختلف الجهود الوطنية، وتطبيق المعايير والخطة النموذجية، لتحقيق التكامل والفاعلية والجودة في مجال أعمال الوقاية من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
ووصف ولي العهد المخدرات بأنها خطر يستهدف الشباب ويؤثر على الفرد والمجتمع، وصدرت توجيهاته إلى الجهات الحكومية والأهلية بتضافر الجهود وتوحيدها ضد هذه الآفة، ووضع البرامج والفعاليات الوقائية والتوعوية في مجال مكافحة المخدرات التي تعقدها الجهات الشريكة تحت اسم المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" حسبما نص عليه تنظيم اللجنة الوطنية والاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، واعتباره مشروع الدولة في مجال الوقاية من المخدرات، والتنسيق مع الأمانة العامة للجنة الوطنية عند إعداد وتصميم أي برامج أو خطط وقائية والعمل بموجب المعايير العلمية المعتمدة لدى الأمانة.
وأقام المشروع الوطني نبراس خلال العام المنصرم 11 ملتقى للرجال، وثمانية ملتقيات نسائية، للتعريف بمهام المشروع "نبراس"، وقد وصل إجمالي حضور المشاركين إلى 21 ألفا، حيث انطلق أول هذه الملتقيات في منطقة مكة المكرمة ثم القصيم فالمنطقة الشرقية ثم منطقة الجوف والحدود الشمالية وجازان ثم الباحة فالمدينة المنورة ثم عسير.
وعلى المستوى الإعلامي عمل المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" على تنفيذ 85 إعلانا توعويا في عدد من المراكز التجارية في مختلف مناطق المملكة، كما تم تحقيق 96 مليون مشاهدة لإعلانات تلفزيونية، وإعداد 983 تصميما فنيا إنفوجرافيك، إضافة إلى إقامة 60 دورة لتعزيز القيم، وتسيير رحلات للمشاعر المقدسة (حج وعمرة) للمتعافين من الإدمان، إضافة إلى إنتاج ثماني حلقات من برنامج باسم وبسمة، ونشر 404 إعلانات في الصحف، و37 رسالة مصورة (فيديو).
كما تم إعداد 140 استضافة تلفزيونية وإذاعية، وتنفيذ 267 تغطية صحفية لملتقيات ومعارض وبرامج تثقيفية وتدريبية، و1688 تغطية صحافية وأخبار وتقارير وحوارات، فضلا عن 1500 رسالة إذاعية، و4054 رسالة تلفزيونية، و512 مادة فيلمية لـ"نبراس تيوب". كما نفذ مشروع "نبراس" رسائل وأناشيد وقائية وزعت على بعض وكالات السيارات والطائرات لاستمتاع الأطفال بها خلال السفر والتنقلات.
وعمل "نبراس" على إقامة دورات تدريبية بلغت 34 دورة استفاد منها 2939 متدربا ومتدربة في مختلف مناطق المملكة: الرياض 938 – الشرقية 732 – تبوك 112 – عسير 130 - جازان 200 – القصيم 310 – مكة 289 – المدينة 98 - الجوف 310. إضافة إلى أربع محافظات هي الأحساء، والمجمعة، وحفر الباطن، وشقراء، فيما خطا المشروع خطوة إيجابية من خلال استقطاب الشخصيات المؤثرة اجتماعيا وثقافيا وأطلق عليهم "سفراء نبراس".
وسعى المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" على إعداد ضوابط ومعايير خاصة للاستثمار ومساهمة القطاع الخاص في إنشاء مصحات علاجية مساندة للقطاع الحكومي وفق الضوابط والمعايير المشرعة بالتعاون مع وزارة الصحة. ومن تلك المصحات إنشاء مستشفى سابك للصحة النفسية (مركز منتصف الطريق)، إضافة إلى توقيع عقود إقامة مستشفيات مع عدد من القطاعات الخاصة ورجال الأعمال وجار العمل على تنفيذها.
ولم يغفل المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس" هذا الجانب وأهميته في تقديم الخدمة للأسر وطالبي الاستشارات العلاجية، وعلى هذا الصعيد قدم المركز الوطني لاستشارات الإدمان 1955 (الرشيد) العديد من الخدمات الاستشارية والنقل القسري، حيث تم تنفيذ 3870 حالة علاج قسري خلال عام وكذلك توجيه وإرشاد ما يقارب 23000 وتوجيه 693 حالة للجهات الأمنية، إضافة إلى تصميم برنامج علاج أسري لـ 3695 حالة تم توجيهها لمستشفيات حكومية وعدد 468 تم توجيهها لعيادات خاصة.
من جهته، أشار عبد الإله بن محمد الشريف أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس مجلس إدارة المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نبراس"، إلى أن مشروع "نبراس" مشروع شامل وعالمي يخضع للمعايير الدولية ويرسم خريطة طريق موحدة لكل المؤسسات الحكومية والأهلية لتسير في اتجاه واحد وهو إنقاذ المجتمع من آفة المخدرات. كما يسعى إلى إيجاد بيئة خالية من المخدرات من خلال نشر ثقافة الوقاية عبر وسائل الإعلام المختلفة، واستغلال وسائل الإعلان لتعزيز القيم الإيجابية والتشجيع عليها، ويقدم خدمات متعددة منها خدمة الاتصال المجاني لسهولة التواصل مع المجتمع (1955)، تحت إشراف مباشر من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات بمبادرة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، والعمل على الحد من مشكلة تعاطي المخدرات.
وصمم المشروع تحت إشراف نخبة من الباحثين والمختصين في مجال الوقاية من المخدرات، وتم تصميمه ليكون مشروعا متكاملا يغطي مختلف الجوانب ويستهدف كل فئات المجتمع، وذلك عبر ثمانية برامج وهي (برنامج التعليم – برنامج الأسرة والطفل – برنامج نجوم نبراس – برنامج الإعلام والإعلام الحديث –– برنامج الأبحاث – برنامج الشبكة العالمية المعلوماتية عن المخدرات "جناد" – المركز الوطني للاستشارات الإدمان 1955 الرشيد ـــ وبرنامج المرصد السعودي).
كما أطلقت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عددا من ورش العمل للتحضير لتنفيذ برنامج مختص بتعزيز القيم لدى الأطفال كتجربة أولى، سعيا من «نبراس» إلى إكساب الأطفال عددا من القيم ذات الأهمية التي تسهم في حمايتهم وبناء شخصيتهم؛ لتجعلهم أطفالا فاعلين وبعيدين عن محيط المخدرات والتعاطي.
وأشار الشريف إلى أن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات "نراس" متواصل في متابعة المتعافين من الإدمان وقد سير خلال شهر رمضان المبارك حملتي عمرة لأكثر من 200 متعاف من مختلف مناطق المملكة، خلاف الذين حجوا العام الماضي بتوجيهات ولي العهد.
وتمنى من الجميع استمرار التعاون وتوحيد الجهود بين جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وكذلك التعاون مع وسائل الإعلام لجهودها التثقيفية والتوعوية في الكشف عن أضرار المخدرات، مؤكدا أن الإعلام شريك مهم في مشروعنا الوطني لمكافحة المخدرات، لذلك ننتظر من وسائل الإعلام التقليدية منها والجديدة أدوارا متعددة وجهودا مكثفة للإسهام في محاربة المخدرات.