رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أفكار ملوثة وعقول فاسدة

في شهر رمضان المبارك وفي العشر الأواخر منه وبالقرب من مسجد الرسول الكريم محمد - عليه أفضل الصلاة والتسليم-، يقع تفجير إرهابي يتجاوز بوقاحته ما سبق من أفعال، فالمسلمون في آخر ليالي رمضان وفي انتظار الإعلان عن رؤية شهر شوال ليفرحوا بإتمام صيامهم ويستعدوا لاستقبال عيد الفطر السعيد، ولكن تأبى النفوس المريضة والعقول الفاسدة إلا أن تحاول الإساءة إلى جميع المسلمين وفي أفضل زمان ومكان.
إنه جنون الإرهاب وفساده وجهله، حينما يضرب ليهلك الأنفس البريئة قاصدا قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء في بيوت الله وفي أوقات الصلاة وقبيل الإعلان عن عيد الفطر المبارك، وإن مثل هذه الأفعال التي تجاوزت بحدودها المعقول لتعلن عن ضلالهم الذي بلغ قمته في الإجرام ضد الأبرياء والممتلكات العامة والخاصة، وضد حرمات الأنفس التي هي الأخطر في كل الأديان السماوية والقوانين البشرية والثقافات والقيم الإنسانية، ولذا فإن تصور وقوعها لا يخطر على بال، إلا أن حقيقة هؤلاء المجرمين تتكشف عن أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام، بل عن السلوك الإنساني.
ولقد نجحت قوات الأمن في القضاء على منتسبي الجماعات الإرهابية المسلحة التي تخضع للملاحقة ويتم حصارها في مواقع وجودها وهي تحت الرقابة المتواصلة مع من انسلخوا عن دينهم وأخلاقهم وولائهم لوطنهم، ولذا فإن القضاء على الإرهاب لن يكون سوى بالقضاء على من يشكلون العنصر البشري في تركيبة تلك الجماعات الإرهابية المسلحة.
لقد خففت قوات الأمن السعودية من حجم الخسائر البشرية في هذه التفجيرات الثلاثة وذهب ضحيتها الإرهابيون أنفسهم، وهم على ارتباط وثيق الصلة بأخطر المنظمات الإرهابية الدولية، وهي تنظيم داعش الإرهابي الذي استهدف أرض الوطن وسخر بعض من ضلوا في أفكارهم لتحقيق أهدافه والسعي في الأرض خرابا وفسادا وإفسادا. إن رجال الأمن بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بالعبث باستقرار هذا البلد وطمأنينته القدسية.
إن هناك خطورة بالغة لعمليات تضليل العقول وتلويث الأفكار وتمويل الإرهاب وجمع الأموال لمصلحة الجماعات الإرهابية كـ"داعش" وغيرها من المنظمات المسجلة في قائمة المتابعة، والأخطر من ذلك تغطية من يقف خلفها من المنظرين والأفراد، حيث يجب العمل على منع التعاطف مع هؤلاء المجرمين بالطرق القانونية والقضائية، ومن خلال قنوات التقنية الإلكترونية وهي في خدمة العدالة، حيث تتوافر المعلومات الأساسية عن الممولين والمؤيدين لتلك المنظمات الإرهابية سواء في الداخل أو الخارج.
إن قداسة المساجد وخصوصا مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قد نصت عليها الأحاديث النبوية الشريفة، فقد روى البخاري عن علي - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا، ولا عدلا).
نسأل الله أن يحفظ بلادنا ويحميها من كل شر، وأن يرد كيد المجرمين إلى نحورهم إنه سميع مجيب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي