رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حالة الانهيار والتدهور البيئي

الانهيار البيئي هو عبارة عن تدهور البيئة بسبب استنزاف الموارد مثل الهواء والماء والتربة، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير النظم البيئية وانقراض الحياة البرية. ويمكن تعريفه بأنه أي تغيير أو اضطراب ضار أو غير مرغوب فيه يصيب البيئة.
كما تشير المعادلة (I=PAT) فإن التأثر أو التدهور البيئي (I) يحدث بسبب تآلف ثلاثة عناصر هي عدد السكان الكبير بالفعل بل المتزايد (P)، والزيادة المستمرة في النمو الاقتصادي أو نصيب الفرد من الثراء (A)، وآثار استنفاد الموارد والتقنيات الملوثة (T).
التدهور البيئي هو واحد من التهديدات العشرة التي حذر منها رسميا فريق الأمم المتحدة رفيع المستوى المعني بالتهديدات والتحديات والتغيير. وقد عرفت استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث عملية التدهور البيئي بأنها "تقلص قدرة البيئة على تلبية الأهداف والاحتياجات الاجتماعية والبيئية".وللتدهور البيئي العديد من الأنواع، فعندما يتم تدمير المواطن الطبيعية أو تنضب الموارد الطبيعية تعد البيئة متدهورة. وتشمل جهود مواجهة هذه المشكلة سبل حماية البيئة وإدارة الموارد البيئية.
يتزايد عدد سكان الأرض بشكل سريع ما يسهم في تسارع تدهور البيئة بشكل كبير. وذلك لأن شهية الاحتياجات البشرية تتسبب في اضطراب التوازن الطبيعي للبيئات.
وقد نجحت تقارير وسائل الإعلام عن تدهور النظم البيئية في اقتحام المكاتب والمنازل في جميع أنحاء العالم. ومع الأسف يعد ابيضاض المرجان الشامل مثالا واحدا فقط على مشكلة أكبر بكثير. وعلى الرغم من أنه يمثل نموذجا سريعا وواسعا على التدهور البيئي فإن ابيضاض المرجان ليس أمرا مستغربا؛ بل إنه يتوافق مع عديد من التغيرات التي تحدث الآن في البيئات الطبيعية بجميع أنحاء الأرض.
أما تدهور وموت الغابات فيتم تعريفه على نطاق واسع بأنه انخفاض في قدرة الغابات على تقديم خدمات النظم البيئية مثل تخزين الكربون وإنتاج المنتجات الخشبية، وذلك نتيجة التغيرات البشرية والبيئية. ولقد أصبحت مقابر الأشجار مشهدا مألوفا.
يعد استنزاف موارد المياه العذبة على الأرض عنصرا رئيسا من عناصر التدهور البيئي. وتبلغ نسبة المياه العذبة من إجمالي المياه على الأرض نحو 2.5 في المائة، والبقية مياه مالحة. وتتجمد 69 في المائة من المياه العذبة على القمم الجليدية الواقعة في القارة القطبية الجنوبية وجزيرة جرينلاند، أي أن 30 في المائة فقط من نسبة المياه العذبة البالغة 2.5 في المائة هي المتاحة للاستهلاك. ولا شك أن المياه العذبة مورد مهم للغاية، لأن الحياة على الأرض تعتمد في نهاية الأمر عليها. حيث ينقل الماء المواد الغذائية والمواد الكيميائية داخل المحيط الحيوي إلى جميع أشكال الحياة، ويحافظ على حياة كل من النباتات والحيوانات، ويصوغ شكل سطح الأرض عبر نقل وترسيب مختلف المواد.
يمكن حل مسألة نضوب المياه العذبة عن طريق زيادة الجهود في مجال إدارة المياه. وتشير التقديرات إلى أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص على الكرة الأرضية كلها يواجه بالفعل نقصا في المياه، وأن خمس سكان العالم تقريبا يعيشون في مناطق الندرة الفعلية للمياه، وما يقرب من ربع سكان العالم يعيشون في البلدان النامية التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لاستغلال مياه الأنهار والمياه الجوفية المتاحة.
تعد ندرة المياه مشكلة متزايدة بسبب عديد من المشاكل المتوقعة في المستقبل مثل النمو السكاني، وزيادة النمو الحضري، وارتفاع مستويات المعيشة، وتغير المناخ.
وتعتمد الزراعة على رطوبة التربة المتاحة، التي تتأثر مباشرة بديناميات المناخ، حيث تشكل الأمطار مدخلات هذا النظام بينما تشكل العمليات المختلفة مثل التبخر، والجريان السطحي، والصرف، والترشيح إلى المياه الجوفية مخرجات هذا النظام. وتؤثر التغيرات في المناخ ــــ خصوصا التغيرات في معدلات هطول الأمطار والتبخر وفقا لتوقعات النماذج المناخية ــــ بشكل مباشر على رطوبة التربة، والجريان السطحي، وتغذية المياه الجوفية.
تتعرض قرابة 60 في المائة من الفوائد التي يوفرها النظام البيئي العالمي لدعم الحياة على الأرض "مثل المياه العذبة والهواء النقي والمناخ المستقر نسبيا" للتدهور أو للاستخدام غير المستدام. وينبغي العرفان بهذه الفوائد، ولكن هذه الفوائد ليست موزعة على الجميع بالقدر نفسه. لا بد من التصدي للمخاطر التي نواجهها الآن بسبب تدهور النظم البيئية، ولا سيما في أوساط الفقراء حيث يكون الاعتماد مباشرا على النظم البيئية الطبيعية للوفاء بكثير من الاحتياجات الأساسية.
ليست هذه سوى أمثلة قليلة على التدهور البيئي الواسع، ومع الأسف هناك أمثلة كثيرة غيرها. وما زلنا نستطيع الفوز في معركة التنوع الحيوي في السعودية، ولكن هذا الأمر يتطلب إجراءات حاسمة بشأن تغير المناخ، وحجم استثمار كبير في مختلف مجالات الإصلاح البيئي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي