رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


تنظيم العمل التطوعي في الحرمين

يوشك شهر رمضان المبارك على الرحيل، وقد استقبلت بلاد الحرمين الشريفين المعتمرين والزوار من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ونجحت ــ ولله الحمد والمنة ــ سائر الخدمات والمرافق العامة والخاصة في القيام بواجبها تجاه ضيوف بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، ولأن هناك خطوات إنشائية سريعة تمت في مشروع توسعة المسجد الحرام وتأهيل المناطق المحيطة به، فقد أسهم ذلك في استيعاب أكبر عدد من ضيوف الرحمن في هذا العام.
لقد وجهت القيادة الرشيدة جميع القطاعات الحكومية الخدمية والأمنية إلى القيام بواجباتها على أكمل وجه، وتوفير التسهيلات اللازمة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يتركز ضيوف بيت الله الحرام والمعتمرون والزائرون، وما يتطلبه ذلك من تكثيف الجهود المبذولة لراحتهم.
إن هذه الروحانية الفريدة، التي أنجزتها هذه الأجواء تخيم على رحاب الحرمين في مشهد ينتظره العالم الإسلامي كل عام من شرقه إلى غربه، وإن ما يزيد من بهائه ونموذجيته، هذا التكامل الجميل بين عمل الجهات الرسمية والمواطنين، الذين ينخرطون في الأعمال الخيرية طلبا لما عند الله من الأجر والمثوبة، سواء في مشاريع إفطار الصائمين، التي تصرح لها الوزارات المعنية أو غيرها من الأعمال الخيرية.. فإن مقتضيات الواجب تستدعي من كل الراغبين في وصول خيرياتهم إلى مقاصدها المشروعة أن تكون هذه الأعمال تحت مظلة الجهات الرسمية، تجنبا لاستغلالها ــ لا سمح الله ــ في غير ما أسست من أجله، وتوحيدا للجهود في الوقت نفسه، حيث لا تضيع سدى فيما لا طائل من ورائه.
إن هذه الخصوصية التي حبا الله ــ سبحانه وتعالى ــ بها هذا الوطن حكومة وشعبا، شرف لا يضاهيه أي شرف دنيوي، لأنه الشرف الأسمى الذي يسعى إليه كل مؤمن على وجه هذه الأرض، وعليه فإن احترام هذه الخصوصية لا يتأتى إلا بالانسجام التام بين ما تقدمه الدولة ممثلة في قطاعاتها المختلفة، وهو بفضل الله كبير وعظيم، وهو العمل الذي يسابق ذاته بشهادة الجميع لحظة بلحظة، وما يقدمه المواطن، الذي جبل على حب الخير والسعي إليه، لتكتمل الصورة في إطارها الصحيح. وما من شك أن المواطن بفضل الله ــ تعالى ــ أصبح أكثر وعيا، وهو يدرك أن هذا الوطن الذي يسخر كل طاقاته لخدمة وفود الزوار والمعتمرين في مثل هذا الموسم العظيم، بجدارة لم يسبقه إليها غيره على مر التاريخ الإسلامي، لا بد أن يكون هو الأكثر حرصا على دعم كل الخيريات التي تذهب في مساقاتها وقنواتها التي شرعها الخالق ــ عز وجل ــ طريقا لجني أعظم الأجر وأجزل الثواب.
كما أن من أعظم تجليات هذه الخصوصية الدينية التي تدفع كثيرا من المسلمين للسعي نحو قضاء بعض أيام شهر الخير والبركات في ربوع الحرمين الشريفين .. أن يسهم الجميع في تحقيق هذه الرغبة، على ألا يكون هذا الإسهام دافعا للبعض على التستر على المتخلفين بعد تمام أداء شعائرهم أو تشغيلهم، ما يزيد من أعباء التخلف التي ترهق الأجهزة المعنية وتكلفها كثيرا، وتتسبب في مزيد من الاختناقات، لأن المسؤولية تقتضي أن يعود كل معتمر وكل زائر إلى بلاده معززا مكرما مثلما أتى، لا أن يكون هذا الموسم الكريم غطاء للتسلل للإقامة غير الشرعية وما يترتب عليها من تبعات لا نزال نعانيها، خصوصا والأماكن المقدسة ستبدأ في الاستعداد لموسم الحج، الذي نسأل الله أن يكون موسما ناجحا ككل عام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي