الأب غير قادر على حماية طفله
في جلسة إفطار جمعت عددا من الأصدقاء وأبنائهم، حذر أحد الحضور من خطورة الألعاب النارية على حياة الأطفال، التي قد تسبب لهم عاهات مستديمة، وبدأ في سرد كثير من القصص التي حولت العيد السعيد إلى "تعيس" لبعض الأسر، وحث الحضور على الامتناع عن شراء تلك الألعاب كي لا يلحقوا الضرر بأطفالهم. أحد الأطفال المشاكسين تداخل وقال "وش ذا العيد اللي بدون ألعاب نارية..؟"، والد الطفل عقب على مداخلة ابنه قائلا "يا رجل.. كلها مبالغة.. نحن في عيد ودع الأطفال يفرحون".
كلنا نعلم مخاطر الألعاب النارية، ونسمع ونقرأ عن الضرر الذي قد تلحقه بالأطفال، ولكن مع الأسف الشديد أغلبيتنا - كما والد الطفل أعلاه - نرضخ لرغبات أطفالنا وضغوطهم ونشتري تلك الألعاب الخطرة ولا تنفع معنا نصائح أو حملات توعوية.. ويأتي السؤال المهم الذي نردده دوما.. ما الحل..؟
لا شك أننا في التربية عاطفيون ليس في مجال شراء "الألعاب النارية" رغم مخاطرها، بل في كل المجالات تتحكم بنا العاطفة وحبنا لأطفالنا، ونلبي كل طلباتهم سواء الخطير منها أو ما هو دونه، وغالبا ما ننظر في الأمر إلى أن فلانا من الناس اشترى لأبنائه، ولا بد أن نجاريه في الشراء دون أن نسأل أنفسنا: هل هذا الأمر مفيد أم لا؟
أعلم أن التوعية في مجال الألعاب النارية وتبيان خطورتها لن ينفع ولو كتبنا آلاف المقالات، وأعلم أن الأب أمام رغبة طفله يحكم قلبه قبل عقله، ومن هنا لا بد من طرف آخر يحمي هذا الطفل من رغباته المجنونة ويحمي الأب من عاطفته ألا وهي الجهات الرقابية في الدولة.
الجهات المختصة تحذر دوما من مخاطر الألعاب النارية.. ولا تدخر جهدا في التوعية حول الأضرار النفسية والبدنية التي قد تلحقها بالأطفال.. ولكن هل هذا يكفي؟ طبعا التوعية لا تكفي ولا بد من محاصرة مروجي تلك الألعاب وتكثيف الجولات عليهم وعلى بضاعتهم ومصادرتها ومعاقبتهم بعقوبات معلنة ومغلظة.. فما نشاهده يدل على أن الرقابة على تلك الألعاب ضعيفة، فهي تعرض في العلن وفي كل الأسواق، والباعة يتجولون بها في الميادين وعند الإشارات المرورية دون حسيب أو رقيب.