مشاعرك السلبية طريقك للإبداع
الأشياء التي تكرهها في شخصيتك وسخريتك مما يدور حولك، حزنك، ضيقك، ألمك من موقف معين وجرحك من قبل بعض الأشخاص قد يكون سببا في تحويلك إلى شخص مبدع وخلاق، شدة الذكاء والعبقرية ليست شرطا لتصبح مبدعا كما أن المبدعين لا يولدون مبدعين ، الظروف من حولك مهما كانت موجعة وقدرتك على التحكم في مشاعرك السلبية هي التي تصنعك إذا أحسنت استغلالها!
كان أحد رجال الأعمال يقف في طابور طويل في إحدى المطارات، وأثناء وقوفه لاحظ أن أغلفة تذاكر السفر (لمن عاصر تذاكر السفر المطبوعة) عبارة عن أوراق بيضاء خالية من أي شيء، فجاءته فكرة استغلال هذه المساحة للدعاية فعرض فكرته على شركات الطيران وهي أن يطبع دعايات على تذاكرهم بالمجان فراقت لهم الفكرة ووافقوا عليها، والمحصلة أرباح بملايين الدولارات! مجرد فكرة بسيطة حولته إلى مليونير ووسعت دائرة عمله! لنعد للمشاعر السلبية، الغضب، والحزن، والإحباط، والاكتئاب والقلق وحتى الخوف يمكنك استغلالها وتحويلها إلى شيء مبتكر باستخدام عدة طرق زادك في ذلك شغفك واستمتاعك بما تقوم به، فكتابة القصة والشعر، السخرية، التأمل، الرقص، الرسم والتصوير، والتصميم، الطهي هي مجموعة من الطرق التي ستخلصك إحداها من المشاعر السلبية. فالكتابة مثلا تجعلك تفرغ كل ما يدور برأسك من أفكار وآلام وحزن على الورق. بينما تعمل حركاتك الإيقاعية والرسم والتصوير وحتى الطهي على فتح المجال لقدراتك الإبداعية، وإفراز مزيد من هرمون السعادة.
وتعتبر "إكينولا" الأستاذة في كلية كولومبيا لإدارة الأعمال أن هذه المشاعر هي الجانب المظلم للإبداع بعد ما شاهدته من خلال تجربة قامت بها على طلابها، سألتهم فيها عن وظيفة أحلامهم فوجدت أن من أبدوا الامتعاض والاستهجان وأحيانا السخرية هم الذين كانوا أكثر إبداعا عندما أعطتهم عملا فنيا ليقوموا به. كما وجدت أن هرمون السعادة عندهم كان منخفضا وهذا منحهم فرصة للتفكير والابتكار بطرق غير تقليدية!
أما السخرية، فتعمل على تعزيز القدرات الإبداعية عند مواجهة المشكلات المختلفة وتجعلك تفكر بتجرد للوصول لحلول فعالة بطرق مبتكرة تمكنك في النهاية من التغلب على عثراتك!
أثبتت تلك العلاقة بين السخرية والإبداع دراسة أجرتها جامعتا هارفارد وكولومبيا حيث قسم العلماء عينة عشوائية من البشر إلى ثلاث مجموعات: إحداها عبرت عن نفسها بسخرية، والثانية عبرت بصورة جادة، أما المجموعة الثالثة فتبنت الاتجاه المحايد. ثم قاموا بتوجيههم للقيام بعديد من المهام التي تتطلب الإبداع في أدائها. فأوضحت النتائج أن المجموعة التي عبرت عن نفسها بسخرية، كانت أكثر إبداعا!!