الحوثيون لا عهد لهم ولا ذمة
لا تزال المفاوضات قائمة في الكويت بين أطراف النزاع في اليمن لإيقاف الحرب الأهلية وإعادة تأهيل وبناء القدرات الوطنية لدولة اليمن، إلا أن كل الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لم تنجح حتى الآن بسبب التعنت والتعدي اللذين يمارسهما وفد الحوثي والرئيس المخلوع الذي يدير حتى الآن هذا الملف بخبث شديد وبمكر يهدف منه إلى استمرار الحرب الأهلية في اليمن ومنع عودة الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية لحالها السابق قبل الانقلاب، وإسقاط الشرعية الدستورية في اليمن.
من الواضح تماما أن الحوثيين يسعون لإطالة المفاوضات وكسب الوقت من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بهم والتمدد على الأرض وخاصة الحدودية المحاذية للمملكة، مستفيدين من الهدنة المعلنة رغم عدم التزامهم بها وتؤكد ذلك الاعتداءات بالصواريخ البالستية على حدود المملكة وعلى المدنيين في عدة محافظات يمنية خصوصا في تعز ومأرب ولحج.
نعم الحوثيون ليس لهم عهد ولا ميثاق وهم يتشدقون بالتوافق ومحاولتهم جعل اتفاق السلم والشراكة أحد المرجعيات الأساسية في الحوار علما بأن إجراءاتهم لم تكن توافقية وهذا واضح في الإعلان الدستوري وما ترتب عليه.
لقد حرص الحوثيون ومعهم المخلوع على إظهار التحالف كقوة معتدية وسعيهم الدؤوب لإظهار أن المشكلة دولية وخلاف سياسي بين المملكة واليمن بينما حقيقة المشكلة أنها مشكلة يمنية بحتة وداخلية محورها خروج فئة الحوثي ومن معه والانقلاب على الشرعية التي اختارها الشعب اليمني وأيدتها المصالحة ودعمتها دول مجلس التعاون الخليجي ووقف يساندها المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
إن استمرار القصف العشوائي بصواريخ كاتيوشا على تعز وعدم فك حصارها منذ بدء الهدنة، مع استمرار الحوثي والمخلوع في زرع الألغام وتجنيد الأطفال وفتح معسكرات جديدة مع استمرار تدفق السلاح المهرب عبر البحر واستمرار عصابة الانقلاب في نهب المال العام وجباية الأموال من المواطنين تحت مبرر المجهود الحربي واستمرار تصريحات الإيرانيين وتصريحات نصر الله المشجعة على استمرار قتالهم، ستؤدي إلى مزيد من الإضرار بمصالح الشعب اليمني على المديين القريب والبعيد.
هناك محاولة استفزاز لقوات التحالف عبر إطلاق الصواريخ وخرق الهدنة وجعل منطقة الحدود ساخنة ومتقدة وهو قرار يعني استمرار العمل الحربي من جانب الحوثيين ورئيسهم المخلوع وهذا لا يخدم اليمن ومصالحه الداخلية والخارجية، ولكن لأن هناك أجندة طائفية ودعم لجهود الحرب من إيران وحزب الله فإن الحوثي ومن معه يتحملون عواقب استمرار العمل العسكري في داخل اليمن وعلى حدودها مع المملكة.