رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كيف الخلاص؟

الإشكالية التي تثيرها الشهادات الوهمية كانت وما زالت مثار اهتمام كثيرين، ذلك أن الهدف جاء من حاجة الموظف لتحسين وضعه، وحاجة من يبحث عن القبول الاجتماعي تقريب نفسه، ورغبة كل من يملك أن يملك أكثر. لكن الواقع يقول إن الحاجة هي الأساس في البحث عن الشهادات الوهمية.
لقد تغيرت الاهتمامات بعد أن كان المرء يبحث عن العلم للعلم، ويحاول أن يصل إلى تفسير أكبر قدر من الأمور المتعلقة بتخصص معين، أو تفسير ظاهرة، أو خدمة مجتمع أو مجال. لقد تحولت العلاقة التي ربطت بين الدرجة العلمية والوظيفة إلى مصدر دخل لكثير من مؤسسات التعليم الوهمية، التي في النهاية أدت إلى تكوين شبكات التزوير لكل ما يتعلق بالتأهيل للترقية أو المفاضلة على وظيفة معينة.
الواقع أن كشف قدرات الشخص يأتي في بداية مقابلته ومناقشته في موضوع شهادته التي تفاداها كثيرون بالحصول على شهادات في تخصصات هلامية لا معنى لها ابتدعها خبراء التزوير سواء في المؤسسات التعليمية أو خارجها. نأتي في نهاية المطاف إلى البحث عمن لا يحملون الشهادات وإنما يحملون الفكر النير الذي يمكن أن يستفيد المجتمع منه، هؤلاء الذين يصعب تمييزهم "هم" من يحتاج إليهم المجتمع كأفراد منتجين يسهمون في بنائه على أسس قويمة. لكن هل نستطيع أن نعيش دون جامعات وتصنيف؟ هل نستطيع أن نعطي الوظائف بناء على معايير لا علاقة لها بالوثائق التي قد تكون مشبوهة؟
الواقع أن هذا أمر غير ممكن، وهو ما يجعلنا نعمل على كشف حالات التزوير وإن علمنا أن ما يتجاوز نصف هذه الحالات هو عبارة عن شهادات وهمية لا أهمية لها لأنها تفتقر إلى المادة العلمية التي يحتاج إليها مجال العمل ومؤسسات المجتمع المختلفة بدءا من الجامعات ونزولا إلى مختلف مكونات السوق.
هنا تأتي قضية أخرى وهي الربط بين الدرجات العلمية العليا والوضع الوظيفي، وهو أمر نعود إلى تكراره كلما شاهدنا حامل شهادة الدكتوراه يعمل في مجال يبتعد كثيرا عن مجال شهادته العلمية. أقترح ألا يؤخذ بشهادة الدكتوراه معيارا للمفاضلة خصوصا عندما نتحدث عن مجال لا علاقة له بها، فهل نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن شهادات الماجستير التي تملأ المكتبات؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي