رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الاهتمام بالفضيلة

يعاني بعض المدن الحديثة انتشار سلوكيات جديدة لا تمثل الثقافة والبيئة الأساس التي سادت في المجتمع. تتركز هذه السلوكيات في الأماكن العامة، وتعانيها الجهات الأمنية والوعظية والمواطنون والمقيمون. لعل أهم أسباب انتشار سلوكيات سيئة هو سطحية بعض المربين واعتقادهم أن السلوك السيئ هو مجرد حالة ستختفي مع الوقت.
تظهر السلوكيات السلبية في الصغر ويشجع بعضها الآباء والأمهات باعتبارها خروجا عن المألوف، أو أنها أمر غريب، لكنهم لا يعلمون أن استمراء أمر كهذا والسلبية تجاهه، يدفعان الطفل إلى اعتباره أمرا عاديا، بل محبذا خصوصا عندما يشجع من حول الطفل ألفاظه أو تصرفاته غير اللائقة.
مهم جدا أن نتذكر أن ما يقوم به الوالدان من تصرفات أو يتلفظان به، ينطبع في ذاكرة الطفل، ويظهر في أي وقت دون أن تكون هناك وسيلة لتفاديه. يقلق الوالدان عندما يتلفظ الطفل أو يتصرف بطريقة غير مؤدبة أمام ضيوفهم، وهذه ضريبة عدم الاهتمام بالسلوك الحميد أمام الأطفال، بل حتى التمثيل ـــ غير الواقعي ـــ للفضيلة أمامهم لأن الحقائق تنكشف في أي لحظة.
يكمل الطفل المشوار في وجوده مع أقرانه أو الخدم، ومشاهدة وسماع أمور جديدة، فإن لم يكن الطفل محصنا فكريا ضد ما يمكن أن يؤثر فيه خارج إطار البيت، فهو واقع لا محالة في السلوك السيئ الذي لا يرضاه له من يحبونه. تستمر الحلقة في الاتساع مع اتساع دائرة علاقات الطفل سواء مع الأسرة الصغيرة أو الكبيرة أو الحي أو المدرسة، وتزداد المؤثرات الدافعة للسلوك السيئ مع تفاعل الطفل والشاب مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وغيرها من المؤثرات الكثيرة التي لكل منها دور في محاولة تشكيل شخصية الطفل.
عندما نشاهد العدد الكبير من الشباب الذين يمارسون التصرفات الغريبة ويحاولون أن يجذبوا الانتباه لأنفسهم من خلالها، تظهر حقيقة عدم تحصين هؤلاء ضد المؤثرات الجديدة. ثم إن استغلال الكثير من مروجي الفساد والتطرف لأحوال ومواقع ومراكز اجتماعية ودينية معينة في تحقيق أهدافهم الخطيرة، هو بناء على جزئية من حياة الشاب كانت تعتبر مرجعية أخلاقية تحميه من مؤثرات السلوك السلبي، وهو ما يلزم مديري ومنسقي العمل في هذه المواقع بالتأكد من أنها لا تستغل في تدمير شباب الوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي