النائمون لا يخطئون 2

بعد نجاح مصنعه زادت حمى التنافس بينه وبين باقي تجار الأثاث، وخشي إن استمر في خفض الأسعار أن يشك زبائنه في جودة بضاعته، ما دفعه إلى افتتاح أول صالة عرض له، بحيث يرى المشتري بضاعته ويتعرف على جودتها بنفسه، وقبلها قام بطباعة كتالوج يحوي صورا لجميع البضائع في متاجره، ما يسهل عملية التسوق، وما زال الكتالوج يطبع إلى اليوم منذ عام 1951، وزع منه 199 مليون نسخة خلال عام 2010 في أنحاء العالم مطبوعة بأكثر من 27 لغة!
في عام 1967 ألهم أحد موظفي "إيكيا" صاحبها فكرة التخزين المسطح، حينما اضطر إلى فك أرجل طاولة لكي يتمكن من حملها في سيارته، ومن ثم أعاد تركيبها في منزله، فكانت هذه نقطة تحول في طريقة تصنيع "إيكيا" لأثاثها، وتسهيل عملية نقله وتخزينه وتركيبه من قبل الزبون نفسه، ما قلل أسعار القطع بسبب انخفاض تكلفة التخزين.
ولكي يُرغب الناس في الشراء أكثر ويجعلهم يمضون فترة أطول في متاجره صمم ممراتها على شكل متاهة لها مدخل واحد ومخرج واحد لا تستطيع الوصول إليه إلا بعد مرورك على كل المعرض، وفي أثناء عبورك الممرات وضعت أمامك كماليات صغيرة تملأ بها عربتك حتى تصل إلى المخرج. في دراسة أجريت على مرتادي "إيكيا" في بريطانيا، وجدوا أن متوسط ما يمضيه الفرد في متاجرهم يصل إلى ثلاث ساعات، والبعض قد يمضي ثماني ساعات إذا كان سيؤثث منزلا جديدا، ولكي تكتمل الصورة افتتحت "إيكيا" مطاعم داخل معارضها ليجد المتسوق كل ما يحتاج إليه.
كل جزء في "إيكيا" صمم وهو يحمل فكرة تسويقية أو رسالة اجتماعية أو بيئية للزبائن؛ لذا فالمطعم يقوم على الخدمة الذاتية ومواد تصنيع القطع الصديقة للبيئة، ولكل قطعة في متاجرهم اسم من البرغي وحتى الخزائن الكبيرة، فالأكواب مثلا تحمل أسماء لصفات البشر باللغة السويدية والكراسي أسماء ذكور. أما الآرائك فتحمل أسماء مدن دنماركية، وطاولات المطبخ أسماء مناطق جغرافية فنلندية وهكذا.
يبلغ عدد فروعها اليوم 345 فرعا موزعة على 42 دولة، وكانت السعودية أول بلد عربي دخلته "إيكيا" في مدينة جدة عام 1983. في كل بلد دخلته تكون "إيكيا" مسؤولة عن 5 إلى 10 في المائة من إجمالي مبيعات الأثاث في ذلك البلد.
ورغم تصنيف إنجفار على أنه من أغنى أغنياء العالم، إلا أنه يقود سيارة فولفو عمرها أكثر من 15 عاما، ويركب الدرجة السياحية، ويطالب موظفيه بأن يكتبوا على كلا وجهي الورق المستعمل في سياق العمل.