رسائل «من الصفر»
كتبت أكثر من مرة متمنيا أن أشاهد الوجوه السعودية المتميزة، وهي تطل عبر فضائياتنا، كما يحصل مع ضيوف آخرين يجدون مساحات مميزة في هذه الفضائيات.
واستشهدت ذات مرة في مقال، بالبرنامج الناجح في قناة العربية روافد، وكنت وقتها أعلق على استضافته بعض الوجوه المحلية، وتمنيت أن يكون لدينا برنامج سعودي يتجاوز الشيء المعتاد، ويقفز على نمطية الأسماء التي تحجز لها مقاعد دائمة في كل قناة وتردد كلاما مكررا لا يعكس ثراء الصورة المحلية الحقيقية الموجودة لدينا.
غير أنني وأنا أتابع مع مطلع شهر رمضان المبارك برنامج "من الصفر" الذي تعرضه mbc يوميا ويقدمه الزميل مفيد النويصر، شعرت بالفخر والزهو، وأحسست أن ما تمنيته وتمناه سواي قد تحقق.
أولا لأن البرنامج جاء مختلفا ومبهرا ومميزا سواء فيما يتعلق بطريقة التقديم أو اختيار الضيوف وتنوع نجاحاتهم وتوزعهم على مختلف أرجاء الوطن.
وثانيا لأن البرنامج كان ولا يزال يتوخى في حلقاته، التأكيد على أن الإيمان والعصامية والصبر والجدية والبر والإخلاص هم مفاتيح التوفيق.
وقد نجح الزميل مفيد النويصر وفريق البرنامج في الوصول إلى شخصيات اعتادت أن تكون في الظل بعيدا عن أضواء الإعلام. بل إن بعضهم يرفض الظهور في وسائل الإعلام نهائيا.
كانت اللحظات التي يعرضها البرنامج بكل ما تتضمنه من حكايات وتجارب إنسانية تمثل رافدا يغذي العقول ويحفز الجيل الجديد من الفتيات والشباب على التفاؤل بغد أفضل.
إنني أعتبر دون مبالغة أن عرض برنامج "من الصفر" عبر mbc من المبادرات التلفزيونية المهمة لهذا العام. فالبرنامج، وإن لم يقصد بشكل مباشر، أن يقدم خطابا ساميا ليس للداخل فقط بل للخارج أيضا وهذا أمر مهم، فـ mbc تدخل معظم البيوت العربية، وبرنامج من الصفر من خلال شخصياته وحكاياته وتفاصيله التي تحكي كل ألوان الطيف المحلي، تجعلنا نستعيد بفخر، أبيات الراحل الدكتور غازي القصيبي:
أجل نحن الحجاز ونحن نجد * هنا مجد لنا وهناك مجد.
إلى آخر أبيات القصيدة التي تجول أبياتها بين التضاريس كافة.
المحصلة النهائية لكل الحلقات تؤكد أن الهوية والتميز والإخلاص والولاء والانتماء للوطن تعلو دوما على المناطقية وسواها من الأمور غير الإيجابية.