رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


النائمون لا يخطئون

كانت هذه أشهر مقولات إنجفار كامبراد، الذي كاد النوم يقضي على مستقبله، وتكون نهايته مثل نهاية جده الذي قضى منتحرا بسبب تراكم الديون عليه، ولكن هدية بسيطة من والده قلبت موازين حياته، وفي غضون سنوات أصبحت ثروته تقدر بالمليارات ومتاجره منتشرة في أنحاء العالم، وأكاد أجزم أن الجميع زارها أو يوجد في بيته قطعة من أثاثه أو أوانيه!
ولد إنجفار عام 1926 في قرية فقيرة جنوبd السويد ونشأ في مزرعة جده، كان طفلا كسولا لا يستطيع الاستيقاظ مبكرا ليساعد والده في حلب أبقار مزرعة جده والعناية بها، لذا لقبته عائلته بالرأس النائمة، وحين حل يوم ميلاده تلقى هديته الساحرة، وهي عبارة عن منبه ليساعده على الاستيقاظ، ورغم بساطة الهدية، إلا أنه لم يغضب أو يحطمها لأنها تذكره بتقصيره، بل جعلته يدرب نفسه على الاستيقاظ حتى أنه أزال زر إيقاف المنبه ليضطر للنهوض من نومه، من هنا بدأت حكايته، وبدأ حب التجارة يظهر عليه؛ ففي الخامسة من عمره اكتشف أن شراء أعواد الثقاب بكميات كبيرة من العاصمة ستوكهولم، ثم إعادة بيعها بكميات صغيرة في مدينته وبسعر أغلى، يمكن أن يعود عليه بالربح، وبدأ يدخر المال ويكرر الأمر نفسه مع بيع السمك والحبوب والأشجار وأدوات الزينة، وبدأ يتوسع أكثر فأكثر، وحين بلغ السابعة استغل دراجته ليصل إلى مزيد من المشترين المحتملين لبضاعته.
في عام 1943 كافأه والده بمبلغ من المال تشجيعا له بسبب أدائه الجيد في المدرسة، فما كان من إنجفار إلا أن أخذ المكافأة واستثمرها في تأسيس شركته التي أسماها إيكيا، وهذا الاسم مشتق من أول حرفين من اسمه، ثم حرف من اسم مزرعة العائلة وحرف من اسم بلدته التي يعيش فيها، (Ingvar Kamprad Elmtaryd Agunnaryd)، كل هذا وعمره لم يتجاوز 17 عاما وأستمد طاقته وجهده من جدته التي حافظت على مزرعة العائلة. بدأت الشركة أول عمل لها بتوريد أقلام الرصاص، وبعد سنوات من التوسع، بدأ إنجفار يعلن في الصحف، وأدخل طريقة البيع عبر الطلب بالبريد، معتمدا على رجال بيع اللبن الذين كانوا يطوفون على البيوت لبيع اللبن.
في عام 1948، اشترى إنجفار مصنعا مهجورا وحوله لتصنيع الأثاث المنزلي، وكان تركيزه منصبا على تقليل كلفة كل شيء، حتى أنه استعان بعمال يعملون في الغابات القريبة منه ليمدوه بالبضاعة والمكونات، في كل سنة أو بعد كل سقطة تخرج من هذا الرجل الجبار أفكار جبارة بحجمه تدر عليه الأرباح مهما كانت الفكرة بسيطة. وللحديث بقية مع فكر وبساطة ونجاح إنجفار!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي