آخر الكلام

آخر ما يقال عن مسلسلات رمضان هو أن الإسراف والإسفاف ما يزالان مسيطرين، والمجاملات على أشدها خصوصا عند التلفزيون السعودي العزيز، الذي اشترى مسلسلات يبدو أنها كانت ستجمع الغبار لو لم يفعل. فكرة تشجيع الدراما والإنتاج الوطني كانت مقبولة في فترة معينة.
الواقع أننا لا نزال ندفع مقابل أعمال لا تستحق العرض، وتفتقد التجديد والابتعاد عن النمطية التي تعودنا عليها سنين طوالا. قد يكون ربط هذه القنوات بالعمل الحكومي هو السبب الأهم في عدم قدرتها على الخروج عن النمطية وأبطالها المشهورين الذين أصبحوا يبحثون عن الفتات لدى التلفزيون السعودي، بعد أن فقدوا القدرة على إقناع غير هذه القناة.
هل يكفي هذا؟ يبدو أن المزيد قادم، فمع تشجيع مستويات محدودة من العمل الدرامي، جاءت فكرة شراء الدراما الخليجية التي هي الأخرى لم تجد من يشتريها في السوق الرمضانية التي تعج بكل شيء. لكن الشيء الأهم عندنا هو أن المسلسلات التي تعرض على تلفزيوننا تحافظ على الحد الأدنى من الشكل واللبس المحافظ، وهو مطلب إذا كانت الدراما في رمضان، ويتابعها الصغار والكبار.
أمر لا أستطيع أن أعممه على القنوات الأخرى التي تستمر في خدش حياء المشاهد وذوقه وأخلاقيات المجتمع من خلال ملابس وسلوكيات لا تليق بأي شهر في العام، فكيف بالشهر الكريم الذي يحاول المسلم فيه أن يتقرب من ربه؟ هنا تأتي مهمة أساسية للمثقفين والكتاب والمنتجين الذين يمكن أن يسهموا في تقديم دراما تليق بالشهر الفضيل من كل الجوانب.
يأتي في السياق نفسه إدراج البرامج التي تشجع على الخلق القويم وتفسر الآيات وتروي التاريخ الإسلامي في مواعيد لا تناسب أحدا. أذكر أن أهم برامج رمضان متابعة في سنين مضت كان برنامج الشيخ الفقيد علي الطنطاوي وعنوانه "على مائدة الإفطار".
كنا نتابع الشيخ كل يوم وهو يروي ويفتي وينقد ويشجع، وكلنا مسرور وسعيد بمشاهدة وسماع ما يقول. أقول إنه مع التطور الهائل في وسائل التواصل ووجود علماء ربانيين يمكن أن يكونوا في الموقع نفسه، يجب أن تعيد إدارات القنوات برمجة وقتها لتكون مساهمة في تعظيم الشهر الحرام، وتعيد لنا الإحساس بدلا من السلوكيات والمبالغات التي يمارسها كثيرون بعيدا عن روح الشهر الكريم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي