رئيس «السياحة»: مهمتنا إيجاد فرص عمل للمواطنين .. ونسعى إلى تهيئتهم للاستفادة من ثروات المملكة
قال الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: "إن مهمتنا الأولى في الهيئة هي إيجاد فرص عمل ملائمة للمواطنين، ونعتبر أنفسنا اليوم تابعين لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وكما تعلمنا في مدرسة خادم الحرمين فإن التركيز على وضع الأسس القوية وتمكين الشركاء والمتخصصين للعمل كل في مجاله، دون البحث عن الأدوار القيادية فقط، إلى جانب إشراك القطاع الخاص والجمعيات المهنية".
وأضاف خلال لقائه الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وقيادات الوزارة والقطاعات التابعة لها، للوقوف على برامج توطين الوظائف في قطاع السياحة والتراث الوطني والفرص الاستثمارية: "نحن لا نستهدف الأرقام فقط بل يهمنا التأثير، خصوصا أن الاقتصاد الوطني عانى السباق لأرقام مجردة بعيدا عن انعكاساتها على التنمية ومستوى معيشة المواطنين، وقد التزمنا في الهيئة بالتركيز على الوظائف ذات القيمة، إذ إننا نؤمن بأن المواطن السعودي أولى بالوظائف ذات القيمة وليس مجرد فرص هامشية أو صغيرة بل نسعى إلى تهيئة المواطن الجاد للاستفادة القصوى من ثروات بلاده، عبر تحويله من طالب وظيفة إلى مالك عمل ومنتج لفرص عمل لغيره، ولدينا نماذج مشرفة لمن حققوا هذا التحول المميز، وهذا ما يجب أن ينطبق على جميع القطاعات للوصول بالمواطن إلى الوظائف ذات القيمة الأعلى في سوق العمل السعودي والعمل سويا مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من أجل توفير فرص عمل للمواطنين".
وتابع: "إن هذا اللقاء أظهر لنا مقدار التوافق بين الهيئة والوزارة، وهي رؤية وطنية للتحول من قطاعات تتابع وتراقب موضوع التوظيف إلى قطاعات تسعى إلى تهيئة المواطنين لدخول مجالات متعددة تمكنهم من العمل فيها وأيضا الاستثمار فيها في المستقبل، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أقرتها الدولة عام 1425 هـ أكدت على فرص العمل الكبيرة التي يحملها القطاع في حال قيام خدماته واكتمال منظومة الاستثمارات فيه، وهو ما أكدته دراسة فرص العمل في قطاع السياحة على مستوى المناطق وهي دراسة أعدتها الهيئة بالتعاون مع وزارة العمل والبنك الدولي ومنظمة السياحة العالمية ومنظمة العمل الدولية، وأثبتت الدراسة قدرة هذا القطاع على توطين هذا القطاع وتهيئة فرص عمل مناسبة لهم في مناطقهم". وأفاد: "أن ذلك انعكس عبر برنامج التحول الوطني الذي أكد أن قطاع السياحة والتراث الوطني من أهم القطاعات على الإطلاق في إنتاج فرص العمل وبشكل ضخم جدا يصل إلى أكثر من 1.2 مليون وظيفة وهذا رقم ليس بسيط بالنسبة للاقتصاد الوطني، ولذلك اتفقنا على توقيع اتفاقية جديدة مع وزارة العمل والتنمية والاجتماعية للالتزام بتحقيق ذلك وفق برنامج زمني محدد، لافتا إلى أن ووزير العمل ملم بتفاصيل كثيرة جدا بهذا الخصوص ونحن متفقون تماما على شراكة جديدة تضمن تحقيق ما كنا نطمح إليه منذ الاستراتيجية الوطنية التي أطلقناها قبل عشر سنوات في عام 1425هـ، التي تهدف إلى التسريع في إتاحة فرص العمل والاستفادة من مخرجات التعليم العالي في الجامعات وكليات التميز، وأيضا أضفنا إليها قطاع التراث الحضاري الذي يشهد انطلاقته الحقيقية عبر مشروع خادم الحرمين الشريفين للتراث الوطني".
من جهته، أكد الدكتور مفرج الحقباني وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن الهدف الكبير الذي تسعى إليه الوزارة هو تحقيق رؤية المملكة 2030 وما أكده برنامج التحول الوطني من أن أول قطاع وأهم قطاع هو قطاع السياحة الذي يعول عليه كثيرا في توليد الوظائف، مشيرا إلى أن مهمة الوزارة في هذا الاجتماع، تحديد فرص العمل المناسبة بالتنسيق مع القطاع الخاص وهو القطاع المنفذ والشريك الرئيس للهيئة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إلى جانب تحديد ماهية البرامج الجديدة المطلوبة، إضافة إلى برامج التمويل المطلوبة وتحديد المناطق الأكثر حاجة إلى مثل هذه الوظائف.
وقال: "إن هنالك مؤشر قياس أداء سيتم متابعته من خلال المجلس الاستشاري المرتقب الذي تم الاتفاق على إنشائه ويكون برئاسة رئيس الهيئة وعضوية وزير العمل والتنمية الاجتماعية وذلك لهدف تحقيق رؤية 2030 وما أكده برنامج التحول الوطني". وأكد الدكتور الحقباني أن برنامج التوطين الموجه يهتم بإعداد وتنفيذ برامج توطين وتحسين مشاركة الكوادر الوطنية للمحافظة على مكتسبات نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق استدامة القطاعات المختلفة، خاصة المهن الاستراتيجية المؤثرة باستمرارية النشاط الاقتصادي، وإجراء المتابعة والتقييم لعملية التوطين النوعي المنتج والمستدام واقتراح الحلول للتحديات وإعداد تقارير دورية عن أدائها، وتحويل المسار الرعوي إلى مسار تنموي وتنمية قدرات المستفيدين من الرعاية والقادرين على العمل لنقل مسارهم من الاحتياج إلى الإنتاج، ورفع مساهمة القوى العاملة في القطاع غير الربحي ورفع مشاركته في مجمل الناتج المحلي غير النفطي.
وتم خلال اللقاء استعراض الوضع الراهن لسوق العمل بالمملكة، إلى جانب الوضع الراهن للتنمية الاجتماعية، ومقارنة سوق العمل في قطاع السياحة وباقي القطاعات، وسوق العمل في قطاع السياحة، إذ إن مجموع العاملين في قطاع السياحة يبلغ 400.904 عاملين وعاملات، ونسبة التوطين في القطاع تقدر بنحو 19.1 في المائة، في حين أن إجمالي السعوديين والسعوديات العاملين في قطاع السياحة يبلغ 76.632 سعوديا وسعودية، نسبة الذكور منهم 72 في المائة والإناث 28 في المائة.