المباركي: متسولو الطرقات والمساجد «محتالون» لا يجوز إعطاؤهم الزكوات
حذر الشيخ الدكتور أحمد بن علي المباركي عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، من التساهل في إعطاء الزكوات للمتسولين في الشوارع وعند المحال التجارية والمساجد، مشيراً إلى أن كثيراً من هولاء محتالون، موكداً أن على المتصدقين التحري في إعطاء المستحقين والمحتاجين.
وقال المباركي: "ينبغي للمزكي أن يتحرى أصحاب الفقر والمسكنة والحاجات، ويسأل الثقات الذين يعرفهم عن أحوال المحتاجين حتى تقع الزكاة في موقعها ويستفيد منها أصحابها، من أهل الحاجة الحقيقة، وتكون مجزية لكي تبرأ بها الذمة".
وأضاف: "أن أغلب من يقفون عند إشارات المرور والأسواق والمساجد ليسوا بمحتاجين، فمن أعطاهم فليعطهم صدقة لله سبحانه وتعالى، ولكن يعطيهم بأنها زكاة ففي هذا نظر، وربما هذا لا يقبل منه في باب الزكاة".
ونبه عضو هيئة كبار العلماء خلال حديثه في برنامج إذاعة القرآن الكريم أمس، عن التساهل في إعطاء الزكاة للمتسولين، وقال: "نحن نلاحظ أن كثيراً من الناس يتساهلون في ذلك، ويقولون إن هذا ما وقف إلا لحاجة، ولكن تبين بعد فحص كثير من الحالات أن هؤلاء محتالون، فينبغي أن يكون الإنسان متحرياً وحريصاً على إيصال هذه الفريضة إلى أهلها من الفقراء والمساكين".
يأتي ذلك في الوقت الذي بلغ عدد المتسولين التي قبضت عليهم الأجهزة الأمنية في شرطة منطقة الرياض نحو 367 متسولاً ومتسولة بينهم أطفال،
وذلك ضمن حملتها المشتركة لمكافحة التسول خلال شهر رمضان.
وبحسب الإحصائية التي اطلعت عليها "الاقتصادية" بلغ عدد الحالات المقبوض عليهم من المتسولين نحو 52 متسولا خلال سبعة أيام من شهر رمضان.
وقال العقيد فواز الميمان الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض، إن الحملة حققت في يومها السابع من شهر رمضان ضبط 70 متسولاً ومتسولة من مختلفي الجنسيات والأعمار، ومن بينهم خمسة أطفال.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية المرتبطة بشرطة المنطقة واللجان الميدانية المختصة تواصل حملتها المشتركة لمكافحة ظاهرة التسول خلال شهر رمضان.
وأكد العقيد الميمان أنه جرى إحالتهم جميعاً إلى إدارة مكافحة التسول التابعة لوكالة الرعاية في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لإكمال اللازم حسب الاختصاص، منوهاً إلى أن حملة مكافحة التسول مستمرة طوال شهر رمضان المبارك.
وكانت دراسة علمية أوضحت أن ظاهرة التسول في المملكة العربية السعودية تشهد زيادة مستمرة وارتفاعاً مطرداً خلال السنوات الأخيرة، مرجعة الأسباب الرئيسة في بروز هذه الظاهرة إلى تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، محذرة في الوقت نفسه من آثاره السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. وحول جنسيات المتسولين أوضحت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن معظم المتسولين من الجنسية اليمنية، تليهم الجنسية المصرية، ثم الجنسيات الأخرى، أغلبهم من الأميين ذوي الدخول المنخفضة. وحول مناطق وجودهم أشارت الدراسة التي أجراها فريق بحثي من وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد إلى أن أكثر المتسولين تم القبض عليهم في مدينة جدة، تلاهم المقبوض عليهم في مكة المكرمة، ثم الرياض، وأن معظم المقبوض عليهم من غير السعوديين الذين يتسولون في الأسواق والمساجد وعند الإشارات المرورية.
واتضح لدى فريق البحث أن الأسباب الرئيسة للتسول تتمحور حول العوز الشديد، والبطالة، والظروف الأسرية، وتعاطف أفراد المجتمع مع حالة المتسول، وعدم وجود رادع قوي يمنع من التسول، إضافة إلى ضعف إمكانات حملات مكافحة التسول، وكثرة المتخلفين من العمالة الوافدة، ووجود عصابات تشرف على التسول.